IMLebanon

(وقل جاء الحقُ وزهقَ الباطلُ إنّ الباطل كان زهوقا) (الإسراء 81)

كثر الحديث من الجماعات التابعة للفرس على الإنتقاد للمملكة العربية السعودية والتهجم على الملك سلمان بسبب «عاصفة الحزم».

ينطبق على هذه الأقوال المثل الشعبي السائر: «بتشوف الشعرة في عين الآخر ولا بتشوف الخشبة في عينك».

عجيب غريب كيف يبنون انتقاداتهم وتهجماتهم اللاأخلاقية على المملكة لأنها تحافظ على شعبها وعلى حدودها.

إنّ اليمن بالنسبة الى السعودية هي خاصرتها، أمّا بالنسبة لإيران فهل لبنان خاصرتها أو سوريا أو العراق أو اليمن حيث المسافات شاسعة بينها وبين تلك البلدان؟!.

لسنا نفهم ما يستطيع الانسان أن يفعله بضمائر وأخلاق ووطنية بعض الذين كانوا يدّعون القومية العربية والوطنية.

لو أجرينا مقارنة بسيطة بين ما يجري في اليمن وما تفعله المملكة هناك وما يفعله الفرس في سوريا والعراق ولبنان واليمن أيضاً…

 

لبنان

نبدأ بلبنان: أصبح واضحاً للجميع أنّ ممارسة التقيّة الفارسية بالنسبة لانتخاب رئيس للجمهورية أنّه في الوقت الذي يعلن علي أكبر ولايتي بضرورة انتخاب الرئيس، يقول نصرالله: مرشحنا عون فتفاهموا معه، وهم يعرفون مسبقاً أنّ عون لا يرى رئيساً سواه في بعبدا.

 

سوريا

وفي سوريا منذ بدأت الثورة قبل خمس سنوات، بدأت سلمية مئة في المئة على امتداد ستة أشهر، والناس يطالبون بالحرية والديموقراطية ونزاهة الانتخابات، أمّا النظام فمجموعة صغيرة (بشار وجماعته) تستبيح كل شيء في سبيل البقاء على الكرسي… فبعد 300 ألف قتيل وتهجير أكثر من نصف الشعب السوري، وبعد تدمير المصانع والمستشفيات والجامعات والمدارس ناهيك بالمنازل والمساجد… لا تزال إيران تدعم الأسد بالمال والمقاتلين من الحرس الثوري، و»حزب الله»، و»فيلق أبو الفضل العباس»(…) وحوّلت هذه الثورة الى صراع مذهبي شيعي – سني، لأنّ التدخل الفارسي له طابع ديني.

 

العراق

منذ الغزو الاميركي عام 2003 تفككت الدولة العراقية وأصبحت تعاني من التقسيم ومن الإقتتال المذهبي الشيعي – السنّي، ومن يومها لا يمر يوم من دون سيارات مفخخة تسقط المئات، ناهيك بالمجازر، وزاد في الطين بلة أنّه بسبب المواقف الايرانية – الفارسية – الشيعية أطلق من سجون نوري المالكي وبشار الأسد المتطرفين الاسلاميين الذين أسسوا ما يسمّى بـ»داعش»… وها نحن اليوم بين الموصل والرمادي متجهون الى تدهور وقد نصل الى يوم لن يبقى موصل ولا رمادي ولا بغداد ولا حتى عراق!..

والإيرانيون، اليوم، ينطبق عليهم المثل الذي أطلقه سعيد تقي الدين: «…. أفضل ما تكون عندما تحاضر في العفة».

على كل حال، كما يحدث اليوم إن في سوريا أو في العراق، فإنّ المشروع الفارسي سقط بالضربة القاضية لـ»عاصفة الحزم»، والتي من تداعياتها على النظام السوري تراجعه أمام الجيش الحر و»النصرة» اللذين وصلا الى مسافة قصيرة من تحرير الساحل السوري من عصابات الأسد وحلفائه.

ونبشّر الايرانيين ليس فقط انه سيسقط مشروعهم… بل ربما معهم حق: ستسقط طهران أيضاً!