IMLebanon

السيّد يريد توريط الجيش

لم يأتِ سماحة السيّد حسن نصرالله في خطابه الأخير بأي جديد، خصوصاً وانه لم يستجب لنداء شركائه في الوطن بضرورة الإنسحاب من سوريا لأنّ هذا التدخل له تداعيات سلبية على لبنان واقتصاده وأمنه.

وبدلا من ذلك يطلب سماحته من الجيش اللبناني فتح جبهة جديدة مع سوريا في عرسال، ويهدّد ويتوعّد بأنّه إذا لم يقم الجيش بمبادرته فإنّ الشعب سيخوض هذه المعركة بنفسه… وتلك إشارة واضحة الى أنّه اتخذ قراراً، مع النظام السوري، بنقل المعركة من جرود القلمون الى جرود عرسال.

وفي القلمون حد علمنا أنّ صفقة حصلت وكيف أنّ «النصرة» «باعت» الجيش الحر وسلمت القلمون في حينه… هذا قبل سنة ونصف السنة… فكيف يأخذ الحزب والنظام ما أخذاه سابقاً؟

أمّا قوله استعدنا 300 كلم مربع من القلمون… لأوّل وهلة ظننا أنّ الكلام هو كيلومترات استعيدت من فلسطين.

ويقول سماحته أيضاً إنّ قواته صارت على تلال ترتفع عن سطح البحر 2750 متراً… يا جماعة ليتنا نستمع الى مثل هذا الكلام عن إسرائيل… فهل ينسى سماحته أنّه يتكلم عن سوريا؟!.

ولما تحدث عن أماكن تجمّع المسلحين ومصانع متفجرات وسيارات مجهزة ومخازن ذخيرة… ظننت أنّه يتحدّث عن بريتال.

فهل أنّ «استعادة» تلال يفترض أنها مع الحزب وحليفه النظام كما أخبرونا سابقاً، تستحق هذا الثمن الباهظ خصوصاً من الشباب اللبنانيين الذين يضحّي بهم النظام إكراماً لإيران؟!

ولم يفت سماحته الحديث عن حواره مع «تيار المستقبل»، وحوار «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية»، وذكر أنّه قال لهم من البداية إنّه مع ميشال عون وإذا أرادوا أن يطرحوا الموضوع الرئاسي فليتحدثوا مع ميشال عون نفسه.

والواقع أنّه يريد عون و«تيار المستقبل» أيد جعجع، ولكن جعجع مستعد للإنسحاب مقابل الرئيس التوافقي، فلماذا لا يلاقي هو فريق 14 آذار في هذه النقطة فيتم الانتخاب الرئاسي.

إنّ سماحته وفريقه لا يريدان الدولة: تجربتهم عندما اجتاحوا بيروت ثم عادوا وانسحبوا بعد قليل… وتجربته الثانية مع نجيب ميقاتي الذي جاءوا به الى الحكم وهيمنوا على مقاليد الحكومة، فانهار الاقتصاد اللبناني وسقط النمو من 9٪ الى أقل من واحد في المئة، وانهار القطاع السياحي كلياً…

فهل هذا دليل على رغبتهم في قيام الدولة؟

ثم يقول سماحته للآخرين إنّه لا ينتظر رأي الخارج… فالأحرى به أن يقول هذا الكلام لنفسه… فهل هو يحارب في سوريا دفاعاً عن لبنان؟ وهل يقاتل في العراق دفاعاً عن لبنان، وكذلك في البحرين وفي اليمن، وحتى في مصر وفي بلدان أوروبية وأميركية… فهل يكون هذا كله دفاعاً عن لبنان أو خدمة لأجندات خارجية وبالذات المشروع الايراني… ألَيْس في ذلك كله إلتزام بتعليمات الخارج…؟

أمّا تهجمه على السعودية ألا يكون هو أيضاً تجاوباً مع تعليمات إيران… أمّا مصلحة مئات آلاف اللبنانيين في المملكة وبلدان الخليج العربية فلا تهمّه، لأنها مسألة فيها نظر.

أخيراً، نشكر سماحته لأنّه أعطانا درساً في الجغرافيا، بالذات جغرافية منطقة القتال، فأنبأنا بأنّ المناطق والبلدات الموجودة هناك والتي «باتت متصلة ببعضها البعض» وصارت في أمان سواء ضمن المسار السوري أو المسار اللبناني حيث تم وصل الجرود من داخل سوريا الى الحدود اللبنانية، يعني جرود عسال الورد والجبة ورأس المعرّة، وجرود فليطا التي تم وصلها بجرود بريتال وبعلبك ونحلة ويونين…