كلام السيّد حسن نصرالله كان هادئاً الى حد ما، ولا بدّ من أن نفصّل بعض المحطات التي تحدّث عنها وهي:
أولاً: ردّ الحزب والجمهورية الإسلامية واجب وحتمي وأكيد.
ثانياً: التأخير هو بحد ذاته عقاب للعدو.
ثالثاً: إيران تذبح بـ «القطنة» ونحن كذلك.
رابعاً: إسرائيل تريد دولة يهودية من البحر الى النهر.
خامساً: تدمير غزة ورمي أهلها جزء من الخطة المقرّرة منذ زمن بعيد، وتأتي ضمن مخطط إسرائيل الكبرى، من الفرات الى النيل.
سادساً: الترويج لاعتقالات في طهران بعد اغتيال القائد إسماعيل هنية يصب في حرف الأمور، فحيناً يقولون إنّ الانفجار نتيجة عبوة في الغرفة وحيناً هو صاروخ من البحر.
سابعاً: كثير من الشائعات تصب في توتير الشعب خصوصاً عند قول أحدهم إنّ الحزب يطلب من الناس في الضاحية الهروب… وهذا أيضاً يصب في موجة التأثير على معنويات الناس، ودفعهم الى الهلع والخوف، وهذا ما يجري أيضاً في الجنوب… في الحقيقة نحن لم نطلب من أحد أن يغادر منزله ونترك الحرية للمواطن في اتخاذ القرار الذي يناسبه، وهذه العملية، أي الشائعات كلها تصب في خانة العدو ومصلحته.
وركز الأمين العام على دور الإعلام في الترويج لهذه الأكاذيب، وأنّ الاعلام يلعب دوراً كبيراً في انتشارها، والإعلام هنا أخطر من السلاح خصوصاً حرب الشائعات وحرب «السوشيال ميديا»، الإعلام الإلكتروني.
سابعاً: إيران سترد ونحن سنرد، ولكن لغاية اليوم لم نقرّر بعد موعد وكيفية الرد.
ثامناً: اليمن عنده مشكلة بعد قصف الحديدة وتدمير عدد كبير من منشآته وبيوت أفراد شعبه، فمن الواجب على اليمن أن ترد أيضاً، وسترد.
تاسعاً: لقد أكد السيّد نصرالله للعدو، بأنّ الكيان الصهيوني إذا كان من خلال قتل القادة وترهيب الناس، يهدف الى إخافة المقاومة وبيئتها فهو واهم.
عاشراً: أكد الأمين العام لحزب الله أنّ من يريد ألا تتدحرج الأمور في المنطقة، فإنّ عليه أن يكون عادلاً ويوقف العدوان على غزة والضفة وعلى الشعب الفلسطيني.
وفي كلمته، كان الأمين العام السيّد حسن نصرالله واضحاً وواثقاً فقال: القائد الشهيد فؤاد شكر من الجيل المؤسّس في المقاومة، ولكن إضافة الى ذلك كان من القادة المتواجدين دائماً في غرفة العمليات المركزية في حرب تموز وفي الحروب الكبرى التي قادها الحزب.
لذا فنحن نشعر بالألم لفراقه، فنحن في شهادة القادة نعترف بالألم والحزن لأننا بشر، ولكننا نجمع بين الحزن للفراق والغبطة بأنهم وصلوا الى مرتبة الشهادة. فنحن نعترف بحجم الخسارة وشهادة السيد محسن خسارة كبيرة ولا شك.
أضاف: في الآونة الأخيرة تطوّرت ظروف تساعد بقوة على فهم حقيقة الأهداف التي تسعى إليها حكومة بنيامين نتنياهو المتطرّف. فنتنياهو ومن معه لا يريدون دولة فلسطينية لا في الضفة الغربية ولا حتى في غزة.
إنّ هذه الأهداف والتطورات جميعها تشير الى كل من يراهن على «دولة فلسطينية» في العالمين العربي والإسلامي على مسار تفاوضي لإقامة مثل هذه الدولة، بأنّ أهداف نتنياهو تشكّل صفعة لهم جميعاً، ولكل الدول العربية التي تتبنى «مبادرة السلام العربية»… فالكنيست رفض إقامة الدولة ووزراء طالبوا بقتل وتشريد كل الفلسطينيين.
وأكد السيّد حسن نصرالله انه إذا انتصر نتنياهو والتحالف الاميركي – الصهيوني على المقاومة في غزة والضفة، فإنّ الكيان القاتل للأطفال سيأتي للتسيّد في المنطقة، ولن تفعل الولايات المتحدة شيئاً فهي صمتت على مدى 31 عاماً عن إقامة دولة فلسطينية بعد أوسلو، وموقفها هو كذب ونفاق.
وأشار السيّد حسن الى ان الرادارات الاسرائيلية والأقمار الصناعية الأميركية في قمة استنفارها خشية من الردّ… فإسرائيل باتت أضعف من قبل، لذا فهي تحتمي بأميركا ودول الغرب. كما أكد أنّ إيران ألزمت بعد الاعتداء على القنصلية الايرانية في دمشق، والآن هي ملزمة أن تقاتل بعد اغتيال الشهيد إسماعيل هنية في طهران، وليس مطلوباً من إيران وسوريا الدخول في القتال، وعلى البعض في لبنان فهم حجم مخاطر ما يجري في المنطقة، كذلك اكد ان الرد قد يأتي في موعد واحد من قِبَل أطراف الممانعة أو قد يأتي منفرداً… المهم ان الرد آتٍ لا ريب فيه.
وختم شارحاً ما جرى في نهاريا فقال: «المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي اعترف بأنّ السبب هو صاروخ اعتراضي، وجاء اعترافه حتى لا يكون ملزماً بالرد… لكنه لم يعترف بما حدث في مجدل شمس بغية إثارة الفتنة بين الموحّدين الدروز والشيعة».
وختم: ردنا آتٍ وسيكون قوياً ومؤثراً وفاعلاً، وبيننا وبينهم الأيام والليالي والميدان.