IMLebanon

فضيحة الفضائح

جاء إطلاق سراح سماحة بعد سلسلة مؤشرات أبرزها حركة تعيينات وتغييرات في هيكلية المحكمة، وبعد التمهيد بتسريبات إعلامية، أصدرت الحكم قبل ان يصدر عن المحكمة، وفي ذلك يمكن العودة الى الايام الماضية التي بَشّر فيها بعض الاعلام بإطلاق سماحة.

يأتي إطلاق المحكمة لسماحة ليغتال الشهيد وسام الحسن للمرة الثانية، فالحسن اغتيل بعد أن كان له الدور الأبرز الى جانب اللواء أشرف ريفي، في كشف شبكة سماحة المملوك، ما اعتبره النظام السوري وحلفاؤه خرقاً لكل الخطوط الحمر، وقد أوصلت القيادة السورية بعد اعتقال سماحة رسائل تهديد الى ريفي والحسن، بأنّهما لن ينجوا من فعلتهما، وقد شعر اللواء الحسن بأنه بات في مرمى النظام السوري، ووصلته تقارير أمنية عن بداية التحضير لاغتياله، حيث رصد فرع المعلومات أنّ رئيسه مراقب عن كثب، وكان ذلك قبل اسابيع من الاغتيال، وسحبت بعض الكاميرات لمراقبة حركة مشبوهة في بعض شوارع الاشرفية حيث يسكن ريفي والحسن.

ويبقى السؤال: ماذا بعد إطلاق سماحة؟ وكيف سينعكس ذلك على قوى «14 آذار»، المهدّدة من الداخل، بخلافاتها الرئاسية، ومن الخارج بخطر الاغتيال؟ وهل ستتجاوز هذه القوى خلافاتها لتدرك أنها تعيش لحظة مصيرية، خصوصاً اذا ما استمرّت في تقهقرها وتَشتتها في ظل غياب الرؤية والهدف؟

ففي لحظة تبدو فيها قوى «14 آذار» منقسمة حول مبادرة الرئيس سعد الحريري، وحول الرد عليها بترشيح العماد ميشال عون من الدكتور سمير جعجع، يظهر النظام السوري وحلفاؤه من اللبنانيين انهم ما زالوا يمتلكون المبادرة من خلال نفوذهم الثابت في الامن والقضاء، فإطلاق سراح سماحة لم يكن ليتمّ، لو لم تكن بنية بعض القضاء والأمن مخترقة، الى حد الاستهتار بالحد الأدنى من الاصول القانونية والقضائية، والى حدّ تحدّي الرأي العام الذي شاهد بأمّ العين سماحة وهو ينقل المتفجرات، ويسلّمها الى المخبر ميلاد كفوري، ويُحدّد أهداف التفجير والاغتيال، ويعطي مصدر الأوامر لتنفيذ هذا المخطط، التي أتت من رأس النظام السوري، ومن أحد أبرز ضبّاط أمنه وهو اللواء علي مملوك.

وبحسب اوساط مطلعة فإنّ عدم الرد على «سقوط» المحكمة العسكرية، من قوى «14 آذار»، سيعني تعبيد الطريق أمام تنفيذ عمليات امنية جديدة، لشعور المرتكبين والمنفذين أنهم باتوا في بيئة آمنة كلياً، وانهم محميّون الى درجة تمنع العقاب والمساءلة، وتشرّع الباب أمام الفوضى والاغتيال.

وتضيف هذه الاوساط أنّ ما قاله قادة «14 آذار» حول عدم السكوت عمّا حصل يجب ان يترجم بعمل جماعي، يعيد الى «14 آذار» وحدتها وتضامنها، في مرحلة انتقالية خطرة، لا يستبعد أن تتكرر فيها محاولات الاغتيال، وعمليات التفجير.