لا يمر يوم دون ان تغرق السلطة في مستنقع الفضائح التي تكشف عورتها، وتؤكد للقاصي والداني أن هذه السلطة فقدت شرعيتها بعدما اصبحت بؤرة مخالفات وفساد وتقصير وجهل وسوء تدبير.
ثلاث حالات يمكن ان نطلق عليها صفة فضيحة، حصلت في الايام القليلة الماضية، الاولى كف يد المحقق العدلي فادي صوان عن متابعة التحقيق في جريمة تفجير مرفأ بيروت، الثانية ما اصاب عملية التلقيح من انتهاكات ومحسوبيات وتقصير، كشف عنها التفتيش المركزي، مؤكدا أن عدة الاف من الاشخاص، تم تلقيحهم دون ان يكونوا سجلوا اسماءهم في المنصة، ومع ذلك يصرح وزير الصحة حمد حسن أن عملية التلقيح متينة ومتماسكة،في الوقت الذي كاد رئيس الهيئة المشرفة على العملية الدكتور عبد الرحمن البزري أن يستقيل، لأنه لا يريد أن يكون شاهدا على هذه الفضيحة التي لا شيء يمنع أن تتكرر مرة ثانية وثالثة.، بوجود هكذا سلطة ووزراء.
الحالة الثالثة التي هي بحجم فضيحة ايضا، كتاب منظمة العفو الدولية الى وزارات العدل والداخلية والدفاع عن انتهاك القانون، والانتهاكات الفاضحة لحقوق الانسان التي تمارس بحق المواطنين اللبنانيين الذين يحاولون التعبير عن اوجاعهم.
***
يبقى أخيرا موقف السلطة المتخاذل تجاه البطريرك بشارة الراعي الذي يشبه الموقف الذي اتخذ تجاه مثلث الرحمات المغفور له البطريرك نصرالله صفير، قبل الاعتداء عليه في بكركي من قبل جماعة الغوغاء، وبدلا من أن تتبنى السلطة طرح الراعي، الهادف الى انقاذ كل لبنان، وكل اللبنانيين، لا تعيره أي اهتمام، كرسالة منها الى من يهمه الامر انها ترفضه، لكن اللبنانيين المؤمنين حقا بلبنان لهم موقف اخر ستحضنه ساحة بكركي يوم غد على قاعدة، لبيك يا بكركي.. لبيك يا بطريرك السيادة والحرية وحياة الدستور والقوانين.