IMLebanon

“سكانر” المصنع يحتاج إلى قرار سياسي قبل التشغيل… والجمارك عاجزة

 

فريق فنّي فرنسي كشف منذ أيام قليلة على الجهاز المعطّل

 

 

لا يختلف إثنان أن تركيب اجهزة “سكانر” جديدة عند نقطة المصنع الحدودية، في جميع المداخل والمخارج للشاحنات والسيارات واعادة تشغيل “السكانر” الرئيسي، يحتاج الى قرار سياسي بعيد من المزايدات في المسائل الوطنية، وفي مواقف الممانعة وارتباط المسار والمصير مع النظام السوري، وكي لا يكون في عمل هذه الاجهزة صيف وشتاء على سطح واحد في التعامل مع المسائل في ضبط الحدود.

 

كل من عمل في نقطة المصنع يؤكد ان ضبط الحدود لا يمكن ان يحدده “سكانر” ما لم يكن هذا الجهاز مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً ومباشراً بغرفة عمليات مشتركة وليس لجهاز امني واحد.

 

ففي نقطة المصنع تم تركيب “سكانر” يعد من اضخم أجهزة المراقبة التي تعتمد التصوير، كان تم تركيبه من قبل فريق عمل اللجنة الدولية في عام 2007 بهدف ضبط الحدود اللبنانية ــ السورية،

 

قامت اللجنة الألمانية بتكليف من الحكومة اللبنانية دراسة ضبط ومراقبة الحدود، وتركيب وتشغيل جهاز المراقبة بعد تدريب فريق عمل تابع للمديرية العامة للجمارك، لتفتيش السيارات والشاحنات الآتية من سوريا آلياً بواسطة التصوير.

 

الا ان بعد فترة قصيرة بدأت عمليات تعطيل الجهاز من خلال صدمه بشاحنة، ليتم اصلاحه وليتمّ صدمه مجدداً، حتى تعطل فيه عمل الكشف على السيارات القادمة الى لبنان نهائياً عام 2009. وبعدها عادت اسطوانات تهريب السلاح والمخدرات والمتفجرات بسيارات الى لبنان، حيث دخلت عبر نقطة المصنع سيارة الوزير السابق ميشال سماحة محملة بالمتفجرات. وتعطيل “السكانر” للشاحنات عام 2017، ليتم عبره ادخال شحنات كانت آخرها شحنة “رمان الكبتاغون” التي وترت العلاقة التجارية مع المملكة العربية السعودية.

 

وبخصوص “السكانر” أفاد مصدر جمركي لـ”نداء الوطن” أن فريقاً فنياً فرنسياً زار منذ ايام قليلة نقطة المصنع وكشف على “السكانر المعطل وتبين أن العطل كهربائي يحتاج الى فريق اختصاصي من الشركة التي قامت بالتركيب”. وتابع المصدر ان الجمارك اللبنانية لا امكانية لديها لاصلاح العطل، وكلفته تحتاج الى تضافر جهود المتمولين والمتبرعين اسوة بما حصل بخصوص “سكانر” مرفأ طرابلس، الذي قام بإصلاحه النائب ميشال ضاهر لنقله الى مرفأ بيروت.

 

وكشف المصدر ان “في شهر تموز ستتسلم مديرية الجمارك أجهزة “سكانر”، ليتم تركيبها عند كافة مداخل السيارات والشاحنات في الاتجاهين عند نقطة المصنع من قبل شركة اميركية (رابي سكان)، يجري حالياً وضع اللمسات الاخيرة عليها، وقال: “قدمتها الادارة الاميركية كهبة لمديرية الجمارك بهدف ضبط الحدود، حيث جميعها تعمل على الطاقة الشمسية والكهربائية اضافة الى مولد كهربائي يعمل على المازوت”، وأضاف ان “عملها ليس بقدر اهمية عمل “السكانر” الموجود حالياً لكونه يعمل على تصوير كافة الموجودات في الشاحنة او الكونتينر، فيما هذه الاجهزة الجديدة مواصفات عملها مختلفة. وهذا ما يجعلنا بحاجة ماسة الى اصلاحه بأسرع وقت ممكن، المشكلة ان هذه الاعطال كلفتها في ظروف الانهيار طائلة جداً في وقت ان مراكز الجمارك تعاني من نقص في القرطاسية”.

 

ليختم المصدر الجمركي ان “اهمية وجود “السكانر” عند النقاط الحدودية ليس في الشكل بقدر ما تكون اهميته ضبط الحدود، لأن تشغيل وتركيب أجهزة “السكانر” تحتاج الى قرارات سياسية تحميها من التعطيل”.

 

رئيس بلدية مجدل عنجر سعيد ياسين والذي يقع مركز المصنع الحدودي في نطاق عمل بلديته، أوضح لـ”نداء الوطن” انه منذ اربعة أيام حضر فريق فني فرنسي الى نقطة المصنع وقام بالكشف على”السكانر”، وتبين ان عطلها كبير وتحتاج الى فريق متخصص، وأردف ياسين ان “جميع من كشف على” السكانر” أكد ان موقعه غير مناسب بل يسبب اعاقة في سير العمل، والحل بنقله الى مدخل ساحة الشاحنات القادمة الى لبنان”.

 

وقال ياسين: “لحل هذه المشكلة ولوقف تقاذف المسؤولية ولانقاذ الموسم الزراعي في لبنان، انا ومجموعة من المتمولين وفاعلي الخير مستعدون الى دفع كامل تكاليف تصليح العطل ونقله، انما المفروض ان يتم تأمين تواصلنا مع الشركة الالمانية التي ركبته، وذلك رحمة بالناس ومساهمة في حل هذه الأزمة الاقتصادية الخانقة”.

 

بدوره أكد المخلص الجمركي حسن صالح، ان اهمية “السكانر” انه يعيد الثقة بالمنتجات اللبنانية، ويسهل عمل الكشف، وقال: “الجمارك لا قدرة لديها لاصلاح هذا الجهاز الذي يحتاج الى تضافر الجهود”.