IMLebanon

سيناريو مفصلي يضع قطار الأزمة السورية… على سكّة الحل

هناك تأكيد حاسم من مصدر دبلوماسي إقليمي، تشغل بلاده دوراً محورياً في الأزمة السورية، بأنّ الأزمة السورية وضعت على سكّة الحل.

يوضح المصدر انّ الخطوط العامّة لمشروع الحل أنجزت، وإن كان مستبعداً حسم المدة التي تحتاجها للترجمة الكاملة. وتتمحور خطوط الحل حول عناوين عريضة من ست نقاط، هي:

1- طَي صفحة الاسد في مستقبل سوريا، وذلك بطلب شخصي منه، على ذمّة الدبلوماسي.

2- ترئيس اللواء علي المملوك بديلاً منه، وتشكيل حكومة جديدة برئاسة معاذ الخطيب، الرئيس السابق للائتلاف الوطني السوري.

3- الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية الراهنة، وفي طليعتها الجيش وقوى الامن.

4- توزيع خطط النهوض بسوريا وإعادة الاعمار بمشاركة عربية خليجية واقليمية.

5- الإتفاق مع طهران على تقليص تدريجي لدور حزب الله العسكري في سوريا، وبالتالي في لبنان.

6- المحافظة على مصالح روسيا ونفوذها الاقليمي في سوريا، لا بل تعزيزه بقاعدة برية أكبر ممّا لها في طرطوس.

هذا السيناريو المفصلي، غير القابل للوهلة الاولى للتصديق الكلّي، يوجِز الدبلوماسي مسيرة إرسائه، من موسكو الى الرياض، مروراً بدمشق وأنقرة. وباستجماع خيوط الحراك السياسي، تبدو مواقف وزير الخارجية الاميركية جون كيري بمثابة تغطية دخانية على مساعي الحل، اذ انه أبلغ نظيره الروسي سيرغي لافروف، في اتصال هاتفي، قلق الولايات المتحدة في شأن تقارير عن زيادة الوجود العسكري الروسي في سوريا.

كما انّ الوزير كيري، صارحَ لافروف بوضوح، انه إذا صَحّت هذه المعلومات، فإنّ التحركات الروسية يمكن أن تؤدي إلى تصعيد النزاع وإزهاق المزيد من أرواح الأبرياء، وزيادة تدفّق اللاجئين، ومعهم خطر مواجهة مع التحالف الذي يقاتل تنظيم داعش.

من خارج سياق الاتصال الهاتفي الاميركي الروسي، يُعيد المصدر الدبلوماسي التذكير بأنّ مساعي موسكو بوساطتها مع السعودية، أثمرت زيارة بقيت سرية على مستوى ملفّات البحث، لكنّ فصولها تتأكد تباعاً، بترسيخ البديل من رئيس النظام السوري بشار الاسد، هو اللواء علي المملوك، وعلى ذمّة المصدر، تطرّقت التفاصيل الى بحث سيناريو الحل، بتَسلّم النظام مفاصل الأمن، والتسليم بدور مركزي محوري لحكومة انتقالية حقيقية يرأسها معاذ الخطيب، ذات سلطة واسعة في لَملمة ما تبقى من سوريا، تمهيداً لإعادة تأهيلها. ويؤكد الدبلوماسي انّ الخطيب موجود الآن في دمشق، تحضيراً لدوره…

امّا في شأن مصير داعش والنصرة والفئات المتطرفة الاخرى، يؤكد المصدر الدبلوماسي انّ الاجماع على إنهاء ملف الارهاب ومتفرّعاته، يبدأ بتوحيد الجهود في الداخل والخارج، وبتعاون لوجستي واسع من الحدود التركية شمالاً الى العراق شرقاً، وانتهاء بالحدود مع الاردن جنوباً، مع تضييق الخناق على المتطرفين، «وغَلق حنفية تمويلهم». وهنا قد يفهم دور الوحدات التي يتمّ تدريبها في تركيا برعاية مباشرة من واشنطن ولندن.

إذا صدقت تأكيدات المصدر الدبلوماسي المعنيّة بلاده بمستقبل سوريا، يكون فعلاً قد أطلق قطار الحل، عبر صافرة ترويج نقل الأسد كلّ ثرواته وثروات عائلته الى موسكو، تحضيراً لطَي صفحته بصمت، وبعيداً من الملاحقات…

الايام المقبلة وحدها قد تشهد على صدق هذا السيناريو الدبلوماسي، ومدى مواكبته لمسار الحل السوري المفترض أن يرسي على برّ الأمان خلال نحو سنتين.