IMLebanon

سيناريوهات

لا جديد في ملف الاستحقاق الرئاسي، والجلسة الـ38 لإنتخاب الرئيس لم يكتمل نصابها كما هو متوقع، وأرجئت إلى العاشر من الشهر المقبل، والمسؤول عن تعطيل النصاب هو حزب الله والتيار الوطني الحر ومعهما حليفهما تيّار المردة، والجديد الوحيد هو تناقص عدد 53 نائباً بعد ما وصل في الجلسة ما قبل الأخيرة، وبعد عودة رئيس تيّار المستقبل إلى بيروت إلى ثلاثة وسبعين نائباً، ليشكل مؤـشراً داعماً على إنعدام كل الفرص، وفقدان الأمل بأن يشهد لبنان رئيساً جديداً في المدى المنظور وحتى في المستقبل البعيد، حتى أن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أشد المتحمسين لإخراج لبنان من هذه الأزمة، عاد من زيارته الأخيرة إلى بيروت فاقداً الأمل بإمكان حصول تفاهم لبناني – لبناني على الرئيس، قبل بلورة الحلول للأزمة السورية وربما لكل الأزمات التي تعصف بالاقليم، الأمر الذي لا يزال في طي الغيب رغم كل ما يُحكى عن تفاهم أميركي – روسي على التعجيل في إنجاز تسوية سياسية تنهي النزاع الدائر في سوريا، وتوضح معالم الخريطة الجديدة لمنطقة الشرق الأوسط ومنها بطبيعة الحال لبنان الذي بطبيعة وجوده لا يمكن استثناءه من الطبخة الدولية لهذه المنطقة.

والواضح حتى الآن، أن حزب الله الذي لم يعد ينفي مسؤوليته المباشرة عن تعطيل الانتخابات الرئاسية وإبقاء الوضع اللبناني مأزوماً وقابلاً للسقوط يعتقد بأنه مستفيد من هذا الوضع بعدما أصبح جزءاً أساسياً في هذا الإقليم، من خلال امتداداته الإيرانية وغير الايرانية، وإن كان يتذرع بأسباب غير منطقية وغير مقبولة تفرض تعيين حليفه العماد عون رئيساً للجمهورية بالتراضي أو بالقوة إذا لزم الأمر واستسلام التيار الوطني الحر إلى مشيئته تلك حتى ولو كان ذلك على حساب مسيحيي لبنان وعلى حساب الجمهورية بحد ذاتها، ويقال ان الرئيس الفرنسي ألمح الى هذه المسألة في لقائه البطريرك بشارة الراعي وإن لم تتأكد هذه المعلومة ونبّه إلى مخاطرها على المسيحيين، وهذه الحقيقة واقعية، إذا استمر الأمر يسير في التدحرج من سيىء إلى أسوأ.

لكن البعض من الذين التقوا الرئيس الفرنسي ألمحوا الى بارقة أمل تلوح في الأفق قد تغير الوضع الميؤوس منه إلى واقع مفعم بالأمل في إخراج لبنان من هذا الوضع، وهو أن ثمة مقاربة دولية بدأت بوادرها في روسيا خلال استقبالها لرئيس تيار المستقبل ووصلت إلى الولايات المتحدة الأميركية ومعظم الدول الأوروبية تقوم على مبدأ أن لبنان لا يتحمل بحكم تركيبته الرئيس الحزبي وأن حزب الله يعرف هذا الأمر ولذلك يتمسك بالعماد عون من دون أن يبذل أي جهد لتأمين وصوله إلى رئاسة الجمهورية بالطرق الديمقراطية، لكنه لا يمانع في إيجاد مخرج لهذه العقدة بالبحث عن رئيس من خارج الاصطفاف الحاصل يكون توافقياً على الطريقة اللبنانية، وقد لا يكون تشجيع موسكو اللبنانيين للبحث عن رئيس توافقي جاء من دون معرفة إيران وحليفها حزب الله، إلا إذا كان الكلام الروسي جاء عابراً، وفي سياق دبلوماسي لعدم احراجها مع حليفيها إيران وحزب الله اللذين يصران على ربط مصير الانتخابات الرئاسية في لبنان بالوضع السوري.