IMLebanon

المشهد في بكركي و… الإنفعال!

لا يناقش أحد دولة الرئيس نبيه بري في حقه في التعقيب على كلام فخامة الرئيس العماد ميشال عون… وكذلك ليس من حق أحد أن يناقش سماحة نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في ردّه على غبطة الكاردينال البطريرك مار بشارة بطرس الراعي… فمن حق الجميع أن يُعجب أو أن يتحفظ بل ويرفض المشهد في الصرح البطريركي أمس.

هذا كله واضح ومعلوم ومفهوم. ولكن ما يبدو لافتاً للإهتمام السرعة في صدور الردّين، ما استدعى، في المقابل، إبداء بعض الملاحظات. منها على سبيل المثال لا الحصر الآتي:

أولاً – لم يتطرّق فخامة الرئيس أو غبطة البطريرك الى الطائفة الشيعية الكريمة، والتي هي في أساس الكيان اللبناني، كما هي حاضرة جداً في واقعه وبالتأكيد في مستقبله، من هنا استغراب أن يكون الرد «شيعياً» من قبل سماحة آية اللّه عبد الأمير قبلان… قدر ما هو مستغرب الرد في المطلق على كلام لم يتقصد صاحب الرد لا مباشرة ولا مداورة.

ثانياً – إن دولة الرئيس نبيه بري حسّاس جداً إزاء كل من وما يتناول التمديد للمجلس النيابي… وعلى هذا الأساس لن يكون مستغرباً أن يبادر الى الرد على التنديد بهذين التمديدين اللذين قام إجماع دولي على عدم الرضى عنهما خصوصاً وأنّ أحداً لم يكن في مقدوره أن يقدِّم «سبباً موجباً» واحداً لتبرير التمديد… ولكن هل كان منتظراً من الرئيس عون أن يلقي قصيدة غزل بالتمديد وهو الذي «هجاه» مراراً وتكراراً أقلّه في طعنين أمام المجلس الدستوري؟

ثالثاً – لماذا تضيق عين الشركاء في الوطن بشعور المسيحيين (وهو مجرّد شعور لا غير وحتى إشعار آخر)، بحد من الراحة والإطمئنان الى وجود رئيس للجمهورية ينطلق من قاعدة شعبية كبيرة، وصفها ميشال إده بأنها الأكبر في تاريخ الرؤساء والزعماء الموارنة حتى إنها تفوق شعبية الرئيس الراحل المرحوم كميل شمعون؟!

رابعاً – (واستطراداً) هل نسينا أن أهل السنة في لبنان رفعوا شعار «المشاركة» من أجل استقامة وضعهم في الحكم… وكان ما كان من إستغلال فلسطيني ودولي لهذا الشعار وما ترتب عليه من الإنفجار الكبير في العام 1975 الذي لـمّا نزل نعاني من تداعياته حتى اليوم؟!

خامساً – وهل نسينا شعار المحرومين، وما رافقه لاحقاً من شعار «السلاح زينة الرجال» وما تبع ذلك من فقدان توازن شامل في لبنان ومن تطورات هائلة الأهمية والنتائج و… الممارسة كذلك؟!

فبعد هذا كلّه هل يضيق في العين أن يشعر اللبنانيون المسيحيون بحد من الراحة لوصول «الرئيس القوي» الى بعبدا.

وكلمة أخيرة لدولة الرئيس نبيه بري: عرفناك رجل الوزن والتوازن. رجل المهمات الصعبة وحلاّل العقد… الرجل الأمين على الوحدة الوطنية وحارس مقدّساتها…

وصدقاً يا دولة الرئيس لا نريد أن نتعرّف إليك في أي وجه آخر غير هذا الوجه المشرق.