برأي اوساط سياسية شمالية ان معركة دائرة الشمال الثالثة (الكورة ـ زغرتا ـ بشري ـ البترون) ستكون أم المعارك كونها الدائرة التي تجمع اقطاب السياسة اللبنانية والطامحين الى رئاسة الجمهورية… وهي ايضا المعركة التي ستحدد حجم القوى والاحزاب والتيارات على مساحة لبنان كله.
فالدائرة الشمالية الثالثة تضم الكورة التي احتضنت الحزب القومي منذ تأسيسه وانجبت قيادات تاريخية في الحزب، وزغرتا التي التصق تاريخها بال فرنجيه وتاريخهم الوطني منذ الراحل حميد فرنجيه الى الرئيس سليمان فرنجيه وصولا الى زعيم تيار المرده النائب سليمان فرنجيه المتجذر والثابت في مواقفه العروبية والقومية، وبشري القوات اللبنانية وقائدها سمير جعجع،والبترون التي يتصدرها رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل ساحلا، والنائب بطرس حرب جبلا…
لم يتضح المشهد الانتخابي في هذه الدائرة حتى الآن حيث الضبابية سيدة الموقف فيها وحيث التعقيدات تلف التحالفات بين القوى والتيارات السياسية والحزبية في الدائرة التي يلفها غموض التحالفات القائمة فيما بينها…
فبين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية تفاهم «معراب»… وبين التيار الوطني الحر والحزب القومي علاقات تحالف سياسي وثيق العرى… وبين الحزب القومي والقوات اللبنانية صراع تاريخي وخصومة مستمرة في فراق سياسي لاختلاف الموقع والرؤية بينهما… وبين الحزب القومي وتيار المردة علاقة تحالفية ثابتة فيما تشهد العلاقة بين تيار المردة والقوات اللبنانية انفتاحا وتطورا وتقاربا قد يترجم تحالفا انتخابيا وازاء هذا المشهد الفسيفسائي كيف يمكن قراءة التحالفات في ظل ما يقال عن شائبة ما اصابت ابناء الخط السياسي الواحد القومي ـ المردة والمردة ـ التيار العوني؟…
يعيد البعض التوتر الخفي بين القومي والمردة الى يوم حسم الحزب القومي خياره الى جانب الرئيس ميشال عون ، ورافق ذلك ملاحظات الصف القومي حول مسار النائب فرنجيه السياسي بدءا من اللقاء مع الرئيس سعد الحريري الذي فاجأ الاوساط السياسية،الى انفتاحه على القوات اللبنانية وتطور العلاقة بينهما الى لجنة مشتركة ومن ثم لقاء فرنجيه مع الرئيس امين الجميل في بكفيا والود القائم بين فرنجيه والنائب سامي الجميل بالرغم من الهوة السياسية السحيقة بينهما…
غير ان مصادر المردة تجدد القول ان لا عتب على موقف القومي في انتخابات الرئاسة وان فرنجيه تفهم جيدا الموقف القومي…
مصدر قومي في الكورة لا يخفي ان خطوط الاتصال المفتوحة بين تيار المردة والقوات اللبنانية قد تركت ترددات في صفوف القوميين، كما في صفوف تيار المردة، لكن ذلك لم يؤثر على علاقة الحزب القومي بالمردة كونها علاقة تحالف استراتيجي في الخط السياسي الواحد وفي القضايا الوطنية والقومية وبالتالي علما ان اي تحالف انتخابي لا يصح الا باساس سياسي على قاعدة ان السياسة فن في خدمة الاغراض القومية.
اما العلاقة بين الحزب القومي والتيار العوني ـ يقول المصدر القومي ـ ايضا طبيعية جدا نظرا للخط السياسي الواحد الذي يجمعهما سواء في العداء للعدو الاسرائيلي او في قضية الاصلاح وهو الخط عينه الذي يجمع بين القومي والمردة..بل ان مجالات عديدة مفتوحة للتعاون مع التيار الوطني الحر في دوائر انتخابية عديدة كون التيار العوني مثله كمثل الحزب القومي ينتشر في كافة المناطق اللبنانية وان التحالف السياسي بين القومي والتيار العوني قد يتعزز بالتعاون الانتخابي والآفاق مفتوحة حيال ذلك.
لكن يرى المصدر القومي ان العلاقة مع القوات اللبنانية دونها عقبات كثيرة ولا يوجد بين القومي والقوات اية علاقة سياسية بل تاريخ من الصراع القاسي والدامي لاختلاف الخط والنهج السياسي حيث كانت القوات اللبنانية ولا تزال في خط العداء للقضية القومية وخلافنا جذري معها داخليا واقليميا…
ويتابع المصدر القومي ان قيادة القوات تقول انها غيرت من خطها السياسي وطورت مواقفها لكن لا شيء محسوماً خاصة عندما نتتبع مواقفهم من شؤون وطنية داخلية ومن قضايا اقليمية خاصة القضية القومية فلم يغيروا شيئا منها.
ويؤكد المصدر القومي ان القوميين لا يرضون باي تعاون انتخابي مع القوى والتيارات دون بعده السياسي لان معركتنا السياسية في الانتخابات هي معركة الوصول الى الشعب، ويحذر المصدر من شراء ضمائر الناس لكسب الاصوات فهذا برأيه فساد وافساد ولا يقبل اي عقل قومي ان يرضى به.
السؤال الذي يطرح نفسه هل تشهد الدائرة الشمالية الثالثة تحالفا قوميا ـ مرديا ـ عونيا؟ يجيب المصدر القومي ان ما نتمناه هو قيام تحالف قومي ـ مردة ـ تيار عوني وهذا أمر طبيعي يخدم الخط السياسي للحزب القومي وللقضية القومية وهذا هو المعيار الذي نعمل لاجله.
وحسب مصادر مقربة من المردة ان النائب فرنجيه على ثبات مواقفه الوطنية والقومية وعلى تحالف ثابت مع الحزب القومي وبالتالي لا يستطيع تيار المردة ان يجد نفسه خارج سياق التحالف مع القومي في الكورة وضمن الدائرة الواحدة ..غير ان امر التحالف الانتخابي وهو من المبكر الحديث عنه اليوم قد يحصل حسب مصلحة كل فريق وبما يؤمن وصول كل تيار الى هدفه…
اوساط سياسية تعتقد ان التقارب الانتخابي بين القومي والتيار العوني في اطار التظهير ليس في الدائرة الشمالية الثالثة وحسب ،بل ايضا في دوائر انتخابية اخرى لا سيما بعد تسجيل تقارب بين تيار المردة وتيار المستقبل في عكار بالرغم من خصوصية الدائرة الشمالية الثالثة التي يبدو ان التقارب قائم بين المردة والنائب بطرس حرب خصم الوزير باسيل في البترون وبعد اشارات تقارب في الكورة بين المردة والنائب فريد مكاري العازف عن الترشح حتى الآن وان هناك كلاما عن احتمال تحالف مرده مع القوات في هذه الدائرة مما يعني ان المصلحة الانتخابية سوف تغلب المصلحة السياسية الجامعة لاطراف فيصبح لقاء الاضداد انتخابيا هو السائد في معركة الوصول الى الاستحقاق الرئاسي العام 2022.