لا شك في أنّ الرئيس السوري المجرم بشار الأسد يعيش إنفصاماً في الشخصية.
هناك مثل شعبي يقول: «قوم عنّي لفرجيك»، نسي أو تناسى كيف أرسل بوتين طائرة عسكرية لجلبه «مخفوراً» الى موسكو لوحده حتى من دون أي مرافق شخصي أو مترجم، ولقّنه الدروس التي كان في حاجة إليها، ويبدو أنها دروس نفسية… فالمعلومات أفادت أنه كان منهاراً، وقال له: »أنت قعود على جنب… دورك انتهى، ونحن سنتصرّف«.
والعالم كله يعرف أنّ عنتريات بشار كانت في اسبوعها الأخير لينتهي ويذهب الى مزبلة التاريخ لولا التدخل الروسي غير المسبوق في أي دولة، علماً أنّ بوتين لم يكن همّه إنقاذ بشار بقدر ما كان همّه أن يسترجع نفوذه في سوريا الدولة الوحيدة التي له فيها نفوذ في الشرق الأوسط، بعد خسارته سوق السلاح الروسي في العراق وقبلها مصر وليبيا، فلم تبقَ إلاّ سوريا.
التدخل العسكري الروسي جاء بعد زيارتين قام بهما موفد من قِبَل خامنئي، اللواء قاسم سليماني الذي أبرم عقوداً لشراء أسلحة روسية الى إيران وسوريا، وإيران تتولّى سداد ثمن السلاح كله.
أمّا حديثه عن أوروبا الغربية، فكما هو معلوم أنّ اليوم في العالم قوتين: قوة رئيسة هي أميركا ومن بعدها تأتي روسيا، أمّا أوروبا فلم تكن من قريب أو من بعيد ذات تأثير، وليس عندها الرغبة، أساساً في ذلك، لأسباب عديدة أهمها أوضاعها الاقتصادية الصعبة باستثناء ألمانيا التي ذهبت، كما هو معروف، الى الخيارات الاقتصادية وليس الى الإنتاج العسكري – الحربي.
المجموعات المتطرفة دينياً كلها التي كانت تأتي من أوروبا والعالم كله إنما جاءت رداً على التطرّف الذي يستدرج التطرّف… بداية التطرّف اليهودي في فلسطين، ثم التطرّف الشيعي… ولا يفوتنا التذكير بالجماعات الاسلامية التي كانت في سجون بشار (فتح الشام) وفي سجون المالكي في العراق (جماعة أبو مصعب الزرقاوي و«القاعدة»).
واللافت هذه المصادفة في إطلاق سراحهم في توقيت واحد من سجون بشار ومن سجون المالكي… وهذا دليل على أنّ الفتنة التي تحوكها إيران للفتنة الشيعية – السنية جاء بشار والمالكي ينفذانها.
واليوم يتحدث عن التحرير، وبالذات عن تحرير حلب، فهل نسي أنه ممنوع عليه، من الشريكة الروسية، دخول حلب حيث السلطة للروس، أما الجيش العلوي فهو مجرّد صورة يستعملها الروس على طريق «الرابوق» في المفهوم الشعبي اللبناني.
ونريد أن نطرح سؤالاً: هل سوريا اليوم كما كانت قبل 17 عاماً يوم تسلمها بشار؟!.
أين كانت سوريا وأين أصبحت اليوم؟
وللتذكير انه في الوقت الذي ينفي ويتهم منظمة العفو الدولية بأنها افترت عليه بالقول إنّه أعدم 13 ألفاً…
والسؤال: من قتل الـ600 ألف سوري؟
ومن دمّر الجامعات والمدارس؟
ومن دمّر المستشفيات؟
ومن هدم المؤسسات الرسمية كما المنازل على رؤوس قاطنيها؟
هل الارهاب وراء ذلك كله؟
هل يعلم كمية الصواريخ والبراميل المتفجرة التي ألقاها طيرانه على الأبرياء والآمنين؟!.
عوني الكعكي