Site icon IMLebanon

شيزوفرينيا

 

كتب الإعلامي السوري “المتقاعد” مروان المهايني على صفحته الفيسبوكية خاطرةً جديرة بالتأمّل.

 

قال “الآغا”، وهذا لقبه لدى الأصدقاء: “أُنيط ملفّ لبنان برمَّته ولسنواتٍ طويلة بالثلاثي (عبد الحليم ) خدّام، و(حكمت) الشهابي، و(غازي) كنعان. فتهاطلت عليهم الخيرات بالمليارات، وبنوا لذريتهم ثروات وعيش الباشوات.

 

إنشقَّ الأول وهرب الى باريس ومات فيها. وفضَّل الثاني عيش شيخوخته في مزرعته في ميشيغن الأميركية. وفضَّلَ الثالث مواصلة احتلال المناصب بانتظار فرصة لم تُتح له فاختار الإنتحار…”.

 

وروى الآغا في المناسبة قصّة إناطة “المساعدات العربية الهاطلة على سوريا كالمطر، إبّان وبعد حرب تشرين، برفيق موثوق” فقام بإيداع نسبة العشرة في المئة منها في أحد بنوك شتورا وهو الآن يعيش ملكاً في واشنطن.

 

كان المذكورون يركبون ظهور شعبهم والشعبين اللبناني والفلسطيني، وينكّلون بالجميع بحجّة انّهم اتباع الإمبريالية والصهيونية، وهم في السرّ قبل العلن كانوا يرتّبون أوضاعهم بين باريس ولندن وخصوصاً في اميركا، ومثلهم كثيرون من المصابين بشيزوفرينيا الكذب والصمود والتصدّي.

 

ومن هذا الصنف من البشر زعامات لبنانية تفتتح نهارها بشتم الغرب سعياً الى الشرق، وفي المساء تنتظر أخباراً من أبنائها وموفديها عن حصيلة لقاء مع الـ”سي أي آي” وشقيقاتها، أو أنباء عن هبوط البورصة وصعودها وأوضاع أسهمهم وأرصدتها المهرَّبة الى بيوت مال الإستعمار والصهيونية.

 

من المفهوم أن تؤدّي سياسات هؤلاء في لبنان أو أي بلد يتمتّع بوجود أمثالهم، الى تهجير جماعي لنخب من الشباب والعائلات. فمئات ألوف اللبنانيين يعيشون في أميركا، يعملون ويقيمون وباتوا أميركيين. وفيها ايضاً مئات ألوف السوريين والعراقيين… ومنذ ثورة الخميني ارتفع عدد الإيرانيين من مريدي الشيطان الأكبر الى أكثر من مليون ايراني، ولهؤلاء حيّهم في لوس أنجليس ويُسمّى طهران أنجليس، لأنّه يضمّ وحده نحو نصف مليون ايراني…

 

هجرة الناس بسبب حكّامهم تبدو مفهومة، لكن أن يُسابق الحكّام مواطنيهم الى ترتيب مقرّهم النهائي في بلد الهجرة المغضوب عليه، فعملٌ أقلّ ما يُقال فيه أنّه خسيس، وإدانة لمنظومة كاملة استعبدت شعبها ونكّلت به في السياسة، ونهبت أمواله لتستثمرها في بلدان يُمنعُ ذكرُ اسمها وإلا فالسجن والعقاب هما الثمن.

 

انّها مأساة يعرفها اللبنانيون جيداً بعد تجاربهم مع إخوانهم في القيادة السورية ومع قياداتهم المعصومة، ولا شكّ أنّ الفلسطينيين هم الأكثر معاناة منها منذ زمن طويل. أليس مثيراً للتأمّل أنّ قائداً مثل صائب عريقات يصابُ بـ”كورونا”، فلا يجد مستشفى يقصده إلّا في اسرائيل؟؟؟