الوعي القومي أساس النضوج بشخصية الامة والدفاع عنها وعن مصالحها ووجودها وسيادتها على ارضها، ووحدة شعبها. ودائما هنالك نخبة تتنكب المسؤولية في توعية المواطنين من اجل الصالح العام، ومن اجل قضية الامة ومن اجل قضية مكافحة المؤامرات واجهاضها وضربها، وبالتالي اسقاطها.
في كل مرة نستمع الى سماحة السيد حسن نصرالله نكتشف العمق في الفكر والوعي العالي جدا، للمخاطر التي تهدد امتنا وتهدد مصيرنا. ويكشف فيه بالتفاصيل مخططات الصهيونية ضد امتنا ويعطي امثلة واضحة وضوح الشمس عن مخطط إسرائيل والصهيونية ضدنا ويطرح الأفكار لتعزيز المقاومة التي هي مقاومة رفيعة بنبلها واخلاقها ومصداقيتها وشرعيتها وتأييد الشعب لها، ومعرفة العدو الإسرائيلي ان هنالك قوة تردعه ولم تعد تسمح بأيام النكبات والكوارث لتحل على أمتنا بل هنالك قوة عظيمة جبّارة بإيمانها وبالعنصر البشري المؤمن والكفوء وبالمقاتل المتمرّس في القتال، والذي قرر ان يدافع عن كرامته وكرامة شعبه وسيادة أمته على ارضه، حتى الاستشهاد.
كل مرة يخطب سماحة السيد حسن نصرالله يزيدنا معرفة بعمق مدرسة المقاومة، وليت قيادة الحزب السوري القومي الاجتماعي تعود الى سعادة وتعود الى الوعي الذي أطلقه ليكون الحزب السوري القومي الاجتماعي رأس الحربة ايضاً في مقاومة العدو الصهيوني، وبالتالي، يلعب دوره في نهضة سورية قومية اجتماعية تشمل اطلاق الوعي في شعبنا لتؤهله كي يحافظ على شخصية الأمة وسيادتنا على ارضنا، وتحرير فلسطين وإزالة اغتصاب ارضنا من مخطط صهيوني رهيب في القتل والتآمر واستباحة كل شيء في سبيل ترسيخ اغتصاب الأرض وتشريد شعبنا في المخيمات وقصف العمق في الكيانات السورية حتى لا يحصل أي تقدم في مجتمعاتنا، لانه كما قال سماحة السيد حسن نصرالله، عندما اعطى مثلا عن اغتيال الشهيد الزواري امس في تونس، والشهيد حسان اللقيس، والشهداء الآخرين، إضافة الى اغتيال العلماء النوويين الإيرانيين والعراقيين، إضافة الى محاولة شرذمة الكيانات السورية واهم مكان يجري فيه تشريد المجتمع هو في الشام والعراق.
والمقاومة شعرت بخطورة المؤامرة فنزلت الى الساحة والى الميدان وهي تخوض حربا ضد المؤامرة التكفيرية الصهيونية، وكم جاءها من اللوم لانها أرسلت مقاتليها الى الشام ليدافعوا عن نظام الممانعة ويسقطوا المؤامرة ويمنعوا تقسيم سوريا، والمؤامرة كونية كبيرة كانت، جاء الى سوريا آلاف التكفيريين، لا بل اكثر من 100 الف تكفيري، إضافة الى مجموعات سلفية أصولية تكفيرية في الشام. وكانت للمقاومة رؤيا بعيدة المدى، استبقت فيها تنفيذ المخطط الصهيوني التكفيري فحاربت على الجبهات تدريجيا وتوسعت في قتالها حتى وصلت الى كامل ارض الشام، وقلبت موازين القوى بعدما كان النظام الممانع في الشام يتراجع امام المخطط الكوني الصهيوني التكفيري الذي دعمته دول عربية بالسلاح والمال ودعمته اميركا بالسلاح والمال أيضا، ودعمته دول أوروبية أيضا بالسلاح والمال، فكانت حرب كونية على النظام في سوريا، الا ان شدة بأس المقاومين والمجاهدين واستبسالها الى جانب الجيش العربي السوري، أدّيا الى وقف المؤامرة عند حدود معينة والبدء بضربها لتتراجع الى الوراء، وهذا ما حصل في حلب ومناطق عديدة من بلاد الشام، وكذلك في العراق فان المؤامرة كبيرة لتقسيم العراق، وحرب 2003 من قبل اميركا وتحالف دولي كانت من دون سبب، والأسباب التي قدمتها الولايات المتحدة كذّبها مدير مخابراتها السيد جورج تنر وكذّبها وزير خارجية اميركا كولن باول ومع ذلك لم يحصل تحقيق في اميركا في شأن هذا الموضوع، ولماذا، والجواب هو لان الصهيونية التي لا تستطيع ضرب العراق وجدت ان السبيل الوحيد لضرب العراق وتقسيمه واضعاف العمق الاستراتيجي لامتنا هو في جلب الولايات المتحدة بكامل جيشها وسلاحها وعتادها مع بريطانيا رغم رفض مجلس الامن لهذه الحرب، والقيام بغزو العراق وتقسيمه وقتل شعبه، وضرب جيشه وتحويل العراق الى بلد منكوب لكن التاريخ يعطينا امثلة كثيرة عن ان العراق تعرض لموجات من غزوات المغول والتتر وغيرهما، ثم قام ونهض عملاقا قويا وباذن الله سيعود العراق عملاقا قويا، وللمقاومة في حزب الله دور كبير في تفعيل المقاومة في العراق ضد المخطط الأميركي – الصهيوني وفي الحرب هناك ضد التكفيريين، وفي بث روح الإسلام الحقيقي المعتدل، السليم كما نزل على النبي محمد من الله (صلى الله عليه وسلم). وبالتالي، فان رؤية المقاومة هي مدرسة في حد ذاتها، والمفكر الكبير في هذه المدرسة هو سماحة السيد حسن نصرالله -حفظه الله.
اننا نشهد لسماحة السيد حسن نصرالله بالقيادة الحكيمة، بالقيادة القوية، وما كلامه عن الحاكم المتسامح والحاكم الذي يفتش عن الحل السلمي والمصالحات مع شعبه، وبين النظام والناس، الاّ كلام يعطي إشارة الى أي حدّ ينظر سماحة السيد حسن نصرالله الى الشام، على ان الدماء التي تجري هناك وتسيل هي هدية للعدو الصهيوني، ولا بد من وقفها، وهو دعا صراحة الى التسامح، الى روح المحبة، ويصادف ذلك رسالة السيد المسيح، الذي بشّر البشرية والإنسانية بالتسامح والمحبة، وهما من نبل اخلاق الانسان، ومن الرسالة المسيحية العظيمة التي بشّر بها السيد المسيح، وما قول سماحة السيد حسن نصرالله بالتسامح والمحبة والغفران الا كلام ينطلق من الانجيل المقدس، ومن القرآن الكريم، وفيه راحة نفسية لكل من يتابع الحرب في الشام، واننا نقول، حفظ الله سماحة السيد حسن نصرالله، وحمى الله كل مجاهد في المقاومة، وليحم الله شعبنا من المؤامرات الإسرائيلية الصهيونية. وكما قال سماحة السيد حسن نصرالله ، المستقبل هو للمقاومة ولدول الممانعة، وان المخطط الصهيوني هو الى تراجع وهو الى الوراء. وقد أذلت المقاومة العدو الإسرائيلي في حرب تموز واعطته درسا لا يُنسى في تاريخ الصهيونية كيف يتم الحاق الهزيمة بجيش من مئات الألوف حاول احتلال ارض الجنوب اللبناني من شمال فلسطين فاذا به يخسر في الميدان وينهزم ويتم اذلاله وينسحب منهزما ويتم رفع راية المقاومة المنتصرة ويجري الانسحاب الى الخط الأزرق وهو خط الانسحاب حتى جزء من الأراضي اللبنانية وشمال فلسطين.
ومن الان وحتى اليوم الذي نحرر فيه القدس، أتمنى للمقاومة ان تبقى على وعدها وهي صادقة، نبيلة، شرعية، مصداقيتها عالية، وسننتصر باذن الله لان ايماننا بالله كبير وايماننا بالأرض ووطننا وامتنا كبير، وايماننا بالمقاومة كبير جدا، وثقتنا بسماحة السيد حسن نصرالله لا يحدّها حدّ، لانه القائد الذي يأتي كل مئات السنوات مرة واحدة قائد مثله.
شارل أيوب