IMLebanon

العِلم والإيمان  

 

يجزُم باحثٌ فرنسي بارز في شؤون نشوء الأجسام الحية بأن العالم سيُذهَل عندما تُكشف الحقائق كاملةً حول فيروس كورونا. ولم يُفصح عما يقصدهُ بكلمة «كاملة» تحديداً، ما ترك الإنطباعات الآتية:

 

أولاً- إن هذه الجائحة التي ضربت العالم جميعاً لا يزال يلفّها الغموض رهنَ الأسرار وربما الطلاسم.

 

ثانياً- حتى لو أُميطَ اللثام عن بعض تلك الأسرار والطلاسم فستبقى الحقيقة مُنتقَصة.

 

ثالثاً- إن هناك ظناً وتلميحاً إلى يد بشرية وراء هذه الحال الفيروسية التي أرهبت العالم.

 

ولعلّ الإحتمال الثالث هو الغالب.

 

ويذهب غيرُ عالمٍ في مناطق عدة إلى أنه لو كان هذا الفيروس وليد الطبيعة أي من النبات أو الحيوان، من البحر أو اليابسة… لكان العلم قد تمكّن من تحديد مصدره.

 

وفي هذا السياق يميل العلماء إلى تقديرات أبرزها: إذا لم يكن فيروس كورونا طبيعيّ المنشأ فهو وليد أحد مصدرين، إما أنه نتاج الإختبارات لإيجاد سلاح دمار شامل يكون الأخطر في تاريخ البشرية المعروف، وإما أنه «زائر فضائي» آتٍ إلى عالمنا من المجرات عبر الثقوب السوداء العملاقة التي يزعم العلماء أن كلاً منها يتّسع لأن تعبره مجرات ربما تتكون الواحدة منها من مليارات النجوم والكواكب.

 

ولأنه من السابق لأوانه التحديد القاطع الحاسم لماهية هذا الفيروس، فإن أغلب الظنون تنحو إلى «سوء الظن» بتوجيه الإتهام إلى الولايات المتحدة الأميركية أو إلى الصين أو إلى علماء مشتَركين من هاتين القوتين العظميين بالوقوف وراء إنتاج الكورونا في فيروسها الحالي. وهنا أيضاً تذهب الظنون في إتجاهين ولكن في خاتمة واحدة: إن أبحاث البلدين معاً أو كل منهما على حدة كانت تتجه فعلاً إلى إنتاج هذا السلاح الفتاك مع أبحاث موازية لتعطيل مفعوله، ولكنه تفلّت من القمقم قبل التوصّل إلى المنتج المضاد.

 

إن أحداً لا يمكنه أن يجزم بالحقيقة. أو، من باب أصحّ، أنّ أحداً لم يجزم بها بعد. ولكن اللافت أن الفيروس لا يزال يشكل تحدياً للجميع من دون إستثناء. وذهبت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس إلى اعتباره التحدي الأكبر لمجموعة الإتحاد الأوروبي من نشأته حتى اليوم… ولما كان البحث يطول يمكن القول باختصار إن الإنسان الذي يعيش سنوات معدودة وقد عمّر ودمّر، يمثّل قيمةً شاءها الخالق في كل فرد منه، ولكن العلم في ارتقائه وادعائه الحرص على هذا المخلوق تجاوز القيَم المفترض أن يكتنزها الإنسان الذي يبدو اليوم ضعيفاً ولكنه يملك قوة الإيمان بما يعتقد، فيتمكّن بها لو كانت لديه ذرّة إيمان قدرَ حبة الخردل كما قال السيد المسيح أن ينقلَ الجبل من مكانه.

 

وفي تقديرنا إنّ أهمّ من عبّر عن هذه القيَم هو الإمام علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، الذي قال:

 

«دواؤك فيكَ وما تشعُرُ / وداؤكَ منكَ وما تُبصرُ

 

وتحسبُ أنك جرمٌ صغيرٌ / وفيكَ انطوى العالمُ الأكبرُ»

 

فهل يتّقي العلماء والسياسيون الله في ما يخططون؟