أثارت التحذيرات الأمنية التي أطلقتها السفارات الاميركية والكندية والفرنسية الى رعاياها في لبنان بتجنّب التوجّه الى كازينو لبنان والأماكن العامة المكتظة.
ولا نريد هنا أن نذكر أسماء المواقع كي لا نزيد من الدعاية المضرّة لعدد كبير من المحال والأسواق التجارية التي ليست في حاجة هذه الأيام الى هزّات.
وفي العودة الى موضوع البيانات: لا شك في أنها أثارت قلقاً، ولكنّ السؤال الذي يطرح ذاته: لماذا أصدرت هذه البيانات وما هي الأسباب؟ يتبيّـن لنا أنّ المضمون هو قديم جديد إذ انّ أحد الارهابيين المعتقلين، خصوصاً بعد كشف خطة إرهابية كانت تستهدف أحد محال “الحمراء” كان قد اعترف بأنّ هناك سلسلة من الأهداف ينوي الإرهابيون القيام بها (ولن نذكر أسماء المحال التجارية الكبيرة والفنادق).
ولكن ما يضحك أنّ كازينو لبنان، وحسب المعلومات، منذ بداية الحرب وحتى انتهائها، من النادر أن تجد أي أجنبي يقصده خصوصاً رعايا السفارات الواردة أعلاه، والعكس صحيح إذ من المعروف أنّ معظم رواده من العراقيين والسوريين… كما اننا محرومون من الخليجيين والسعوديين بالذات وهم أهم مَن يعتمد عليهم الكازينو، علماً أنّ أكبر كازينوات العالم تقوم على القمار، وازدهار شاطئ «الكوت دازور» الشهير والفنادق سببه الكازينوات التي توجد هناك.
وكان جيداً على كل حال خصوصاً مديرها رولان خوري أن ينتقد التحذيرات التي صدرت من حيث المبدأ، دفاعاً عن مصلحة الكازينو، لأنّ هذا البيان يخلق بلبلة وخوفاً لدى الناس، ولا ينقصنا زيادة في البلبلة والخوف وما يترتب من تعثّر إقتصادي سببه الحقيقي تصرفات «حزب الله» إن بسبب انخراطه في الحرب السورية أو من خلال تهجمه على السعودية والأسرة المالكة… وليت البيان أشار الى ذلك.
بالمناسبة ليس كازينو لبنان وحده يعاني من التعثّر الاقتصادي، فالقطاع السياحي في لبنان كله يعاني بسبب المواقف السياسية، ولو عدنا بالذاكرة لوجدنا أنّ دول الخليج كانت تحظر على رعاياها زيارة لبنان والسبب سياحي، خصوصاً بعدما اكتشفت الكويت خلية «حزب الله» الارهابية وعشرة آلاف بزة عسكرية، ما استدعى قيام الرئيس سعد الحريري بزيارة الكويت حيث سجّل خرقاً ايجابياً لأنّ سمو أمير الكويت رجل عاقل ومتفهّم.
ولو أجرينا تحقيقاً في الدعم للدولة اللبنانية (الكهرباء… الإعمار… مشاريع الري والبنى التحتية…) الذي قدّمه الصندوق الكويتي خصوصاً الى المناطق الجنوبية، لاستغربنا كيف يمكن أن يعامل هذا البلد بالعقوق، إذ لا يجوز أن ترشق الكويت حتى بوردة.
عوني الكعكي