عميل في «ك.جي.بي» وعميل مميّز وصل بسحر ساحر الى أن يكون رئيساً لروسيا، ولأنّ النظام الجديد في روسيا الاتحادية الجديدة لا يسمح لرئيس الجمهورية أن يتولى الرئاسة إلاّ دورة واحدة لست سنوات، تواطأ مع ميدفيديف الذي كان رئيساً للحكومة وعيّنه رئيساً للجمهورية وحل هو محله رئيساً للحكومة… ونهاية عهد ميدفيديف استرجع منصبه الذي لم يغب عنه دقيقة واحدة، لأنّ ميدفيديف كان مجرّد صورة لا علاقة له بالحكم لا من قريب ولا من بعيد.
رجل المخابرات البريء، هذا، استجاب لدعوة قاتل شعبه، الذي قتل 500 ألف مواطن سوري لا فرق بين طفل ورجل دين، وبين امرأة ورجل، وبين عجوز وشاب… وهجّر 12 مليوناً أي نصف الشعب…
وهكذا، بكل براءة استجاب فلاديمير بوتين الى نداء رئيس مطعون في رئاسته، فهو غير شرعي، لأنّ الانتخابات الأخيرة التي جرت في سوريا كانت مجرّد مهزلة لا علاقة لها لا بالانتخابات ولا بالديموقراطية ولا بالحرية ولا بالنزاهة…
وبدلاً من أن يحاسب بشار على جرائمه التي ارتكبها ودفعه الى المحكمة الدولية كمجرم حرب، جاء بوتين لإنقاذه، والغريب العجيب ليس الاستجابة لطلب بشار إذ كان سبقه قاسم سليماني وخامنئي في تلبية طلب بشار بعدما فشل «حزب الله» والحرس الثوري و»فيلق ابو الفضل العباس» والأموال الإيرانية على امتداد خمس سنوات… ومع ذلك لم يبقَ له من نفوذ سوى على 20٪ من الاراضي السورية يسيطر عليها في البلد المفترض أنه رئيسه.
وهكذا لم يمر على البشرية في تاريخها حكام أسوأ من اثنين:
الاول أوباما الذي يبدو متردداً وعاجزاً وهو الذي لديه عقدة منذ ولادته، ومنذ مجيئه الى الحكم لم يتخذ قراراً واحداً له قيمة.
والثاني بوتين…
وللاثنين حقد على المسلمين عموماً، وعلى العرب خصوصاً، وحالياً على الشعب السوري بالتحديد… لذلك فالاثنان يتحملان مسؤولية الإبادة التي يتعرّض لها هذا الشعب على يد رئيسه.