IMLebanon

الحوار إنطلق وقطوع الإنفجار مرّ 

إذاً العيدية السياسية ستكون مؤمَّنة، الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله سينعقد بين العيدين، هذا أمرٌ بات مفروغٌ منه وتمَّ التوافق عليه، وأكثر من ذلك لقد جرى الإتفاق على النقاط التي سيدور حولها هذا الحوار، وقد تسلَّم عرَّاب هذا الحوار الرئيس نبيه بري من الطرفين، النقاط التي سيجري النقاش حولها.

***

من حيث المبدأ، الفريقان اللذان سيجلسان إلى الطاولة سيكونان، عن تيار المستقبل، مدير مكتب الرئيس الحريري نادر الحريري وشخصان آخران رفيعا المستوى. ويجدر التنويه بأنَّ الجلسة الأولى سبقتها زيارة قام بها وفدٌ من تيار المستقبل إلى الرياض واجتمع مع الرئيس الحريري، وهذا الوفد ضمَّ الوزير نهاد المشنوق والنائب سمير الجسر والنائب والوزير السابق باسم السبع والمستشار الإعلامي للرئيس الحريري هاني حمود. محادثات الوفد أدَّت إلى وضع ما يمكن اعتباره جدول الأعمال كما يراه تيار المستقبل، وروحيته خفض منسوب الإحتقان في الداخل.

في المقابل كان حزب الله يُعدُّ بدوره للجلسة الأولى التي سيرأسها من جانبه المعاون السياسي للأمين العام الحاج حسين خليل، أما جدول الأعمال الذي سلَّمه إلى الرئيس بري فليس بعيداً عما تسلَّمه رئيس المجلس من تيار المستقبل. والمؤشر إلى أنَّ الحزب لا يريد أن يُفوِّت فرصة الحوار، هو أنَّ نوابه بدأوا في كلماتهم ومواقفهم يعتبرونه أنَّه الممر الطبيعي لمعالجة المشاكل الداخلية خصوصاً أنَّ التطورات المحيطة بلبنان كبيرة وخطيرة ولا بد حيالها من تحصين الوضع الداخلي لمواجهة هذه التطورات.

***

حيال هذا الواقع، ماذا أمام الأطراف الآخرين أن يفعلوا؟

ليس عليهم سوى مواكبة هذا الحوار، إلى أي طرف أو جهة انتموا، فهو من دون أيِّ مبالغة يبقى الطلقة الأخيرة لمواجهة الإحتقان الآتي من التطرف، وهذا الإحتقان لم يعد يوفِّر لا منطقة لبنانية ولا جهة لبنانية، إذاً فالوظيفة الأولى له ستكون تحصين الإستقرار الذي من دونه لا إمكانية لتحقيق أيِّ شيء آخر، والمقصود أولوية الإستحقاقات وهي إنتخابات رئاسة الجمهورية، فأين أصبح هذا الإستحقاق؟

تُجمِع كلُّ مصادر المعلومات على أنَّ إنتخابات رئاسة الجمهورية ليست قريبة كما يتمنى البعض أو كما يسعى هذا البعض لأن تكون، لكن هذا الإستبعاد لا يعني أن يكون البلد مشلولاً، فالأوضاع الداخلية لا تحتمل الشلل لأنَّ الظروف على كل المستويات، الأمنية والحياتية والنقدية والإقتصادية في حالٍ يُرثى لها، ولا بد من فعل شيء للخروج من هذا المأزق أو على الأقل للتخفيف منه، وما الحوار سوى آلية من آليات تخفيف الإحتقان، أما إذا توصَّل إلى نتائج مبهرة فلن يكون أحدٌ زعلاناً.

***

إنه إذاً حوار تمرير الوقت بأكثر إستقرار ممكن وحسناً فعل رئيس مجلس النواب نبيه بري بإطلاق هذا الحوار لأنه من خلال ذلك أثبت للجميع، سواء أكانوا في الداخل أو في الخارج انه ليس بالضرورة ان تملأ المعارك الفراغ بل أن يملأه الحوار.