أعرف الوزير سجعان قزي منذ العام 1974 يوم توجهنا في إطار وفد صحافي الى قمة المغرب العربية… كان شاباً خجولاً مهذّباً… ولكنه جريء، بمعنى أنه عندما يقتنع بموضوع ما فإنّه يتبنّاه ويحارب من أجله.
إنّ وصوله الى الوزارة أمر طبيعي لأنه بعد النضال الطويل في حزب «الكتائب» بجانب الرئيس أمين الجميّل وقبله الى جانب شقيقه الرئيس الشهيد بشير الجميّل، استحق أن يبلغ ما بلغه.
المشكلة الحقيقية أنّ رئيس حزب «الكتائب» الشاب الشيخ سامي الجميّل الذي ينتمي الى الجيل الجديد، ومن الطبيعي أنّ جميع الذين يرثون المناصب يؤثرون أن يكون الى جانبهم فريق عمل يتناسب مع أعمارهم.
ولا شك، هنا، أننا أمام جيلين مختلفين: جيل سامي الجميّل وجيل والده، والكيمياء تلعب دوراً كبيراً أيضاً.
ولا نشك إطلاقاً في ما يقوله الشيخ سامي في نيّته إيجاد صدمة إيجابية ولكن من أسف حساب الحقل لم يطابق حساب البيدر، فتوقيت الاستقالة غير موفق على الإطلاق، خصوصاً في ظروف لبنان المعروفة من الجميع.
لذلك نقول إنّ اندفاع الشباب يبقى بحاجة الى حكمة الكبار الذين لديهم تجربة وينظرون الى الأمور بأفق أوسع، بينما الشباب يندفع وروح الشباب تغلّب الحماسة على العقل والحكمة.
ولا شك في أننا نأسف لاتخاذ قرار ضد الزميل سجعان قزي الذي أثبت أنه جدّي وعملي إضافة الى أنه وزير ناجح استطاع في فترة قصيرة جداً أن يبرز في وزارة العمل، ويمكن اعتباره أبرز الوزراء الذين تعاقبوا على هذه الحقيبة الحساسة جداً، وهو لم يرتكب أي خطأ فيها، والعكس صحيح فإيجابية الوزير قزي في المسؤولية غطت ليس فقط على الوضع الحكومي المتردّي، بل أيضاً على وضع البلد المعروف.
والخسارة هنا أولاً على الوطن وثانياً على «الكتائب»، وسمحنا لنفسنا أن نقول هذا الكلام من موقع المحبة لا أكثر ولا أقل.
ع. ك