Site icon IMLebanon

إفحصوا ضمائركم..؟!

ما يحصل في لبنان في هذه الايام، أغرب من الخيال، وعصيّ على العقل، ولا يمكن تفسيره منطقياً، لأن ما يحصل ليس واقعياً ولا عاقلاً، ولا مكان له في حسابات المنطق.

وطن يتفكك، ويمكن الجزم انه تفكك، ولم يعد معلقاً الاّ بحبل صرة، يأمل المواطنون بحدوث معجزة تنقذ لبنان، قبل فوات الآوان، حتى ولو كانوا مقتنعين بأن زمن المعجزات قد ولّى، لأن الغريق يتعلق بحبال الهواء، والاّ كيف يمكن تفسير ان الوزراء ومعظم النواب والقيادات السياسية، نسوا في وقت واحد، ان لا رئيس جمهورية في لبنان منذ سنة وثلاثة اشهر، وان هناك حكومة تجلس ولا تعمل، ومجلساً نيابياً في اجازة دائمة، ولكن النواب يقبضون رواتبهم كل نهاية شهر، وان هناك دوائر رسمية تعمل ليلاً ونهاراً، ولكن لتأمين «حاجات» الموظفين وليس المواطنين، وان الهدر في الكهرباء يقارب الملياري دولار في السنة، ولا كهرباء، وان شركات تعبئة المياه، واصحاب الصهاريج، هم المالكون سعيدا على عيارات المياه، وان الزعران والمجرمين ومن يأويهم ويحميهم، هم اسياد الشارع، والارهابيون الآمنون، ونسوا ايضاً ان هناك اكثر من ثلاثين «ابن حكومة»، في قبضة الارهابيين، اصبحوا بالفعل شهداء احياء مع وقف التنفيذ، وان هناك مئات اصحاب المحلات والمصانع والمؤسسات اغلقوا ابوابها، لأن هناك من استمرأ لعبة التعطيل ولغة التهويل، وزادوا في النسيان حتى «فلقوا» الشعب عندما وجدوا، ان موضوع «الزبالة» التي تأكل الشوارع والساحات والطرقات، وتنشر «خيراتها» على البيوت والمارين والمستشفيات، لا يستحق التوقف عنده واخذ القرارات المناسبة، لانه حسب رأي بعض الوزراء، درسوا سابقاً ومحصّوا، واخذوا قرارات يتعذّر تحقيقها، لأن مافيات «الزبالة» ترفضها جملة وتفصيلاً.

يحق للمواطن ان يسأل، حيال هذا الواقع التعيس الذي يعيشه اللبنانيون بوجود هذه الطبقة السياسية الحاكمة، هل ان هناك مرضاً خفياً يضرب لبنان، ويجعل المسؤولين عاجزين عن التمييز بين الخطأ والصواب، او بين المهمّ وبين من لا اهمية له، على الاقل في هذه الظروف البائسة، ام ان عهد الرجال الرجال قد انقرض او هو على الطريق؟

اعرف ان هناك قلّة من مسؤولين، وقلّة من سياسيين، يعملون كل ما في وسعهم، لتجنيب لبنان الجحيم الذي تعيش فيه شعوب عربية شقيقة، قريبة كانت ام بعيدة، ولكن الاخطار كبيرة وعلى الحدود، والخيمة المرفوعة فوق رؤوسنا مهددة بالاحتراق او بالرفع في اي وقت، وبالتالي لم يعد مسموحاً اللعب «بصولد» حياة اللبنانيين ولا بمستقبلهم ومصيرهم مقابل ربح بسيط من هنا، او تحقيق انتصار من هناك، لن تكتب لهما الحياة عندما يطبق الهيكل على رؤوس جميع اللبنانيين دون استفتاء احد.

لم اعد اذكر من هو، قد يكون الرئيس كميل شمعون، او الشيخ بيار الجميل، كان يقول «على كل انسان ان يفحص ضميره».. رجاء افحصوا ضمائركم.