يذكر تعيين العقيد مارون القبياتي قائداً لفوج المغاوير بدلاً من العميد الركن شامل روكز الذي يتقاعد بعد اقل من اسبوع بالشد والتجاذب الذي سبق إحالة المدير العام السابق للامن الداخلي ووزير العدل الحالي اللواء اشرف ريفي الى التقاعد في حزيران من العام 2013. وتؤكد مصادر سياسية بارزة في 8 آذار اننا كنا نتوقع توزيع الادوار بين تيار المستقبل وحلفائه المسيحيين وخصوصا الرئيس السابق ميشال سليمان وحزب الكتائب الذين تعهدوا للسعودية بعدم تمرير اي انجاز لحزب الله وحليفه رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون في الوقت الضائع وعلى وقع الاتفاق النووي الايراني. وتشير المصادر الى ان تزخيم العمل العسكري في سوريا بعد الدخول الروسي الجوي والبحري والميداني ارعب السعودية وجعل قيادتها في حال من الهلوسة السياسية والهلع بأن تخسر في كل الجبهات من لبنان وسوريا والعراق واليمن. وتؤكد المصادر نفسها ان الساحة اللبنانية يعتبرها السعوديون ساحة خلفية لهم للعمليات في سوريا ولو اصبحت «ساحة امداد سياسي ومعنوي» بعد كسر حزب الله والجيش اللبناني والقوى الامنية الاخرى لشوكة الارهاب التكفيري والانتحاري والقضاء على اخر جيوب التكفيريين المتمثلة بخلية حبلص – الاسير – المولوي والاخير ما زال متوارياً عن الانظار ولكن ليس لمدة طويلة.
ولا تخفي المصادر القيادية في احد اكبر احزاب 8 آذار اننا امام مفترق في لبنان وسيبلغ اقصى حالات تأزمه بعد ايام وبعد الموقف الذي سيطلقه العما د عون من امام قصر بعبدا او للمعتصمين بذكرى 11 تشرين الاول من امامه. وتؤكد ان تحالف عون وحزب الله و8 آذار متهيب للموقف وسيتصرف وفق ما تقتضيه المرحلة بوعي ومسؤولية وطنية للحفاظ على الاستقرار ولمنع تحقيق مآرب السعودية وغيرها لكنه في الوقت نفسه لن يسمح بإعادة عقارب الساعة الى الوراء. فمن يعتقد بعودة الامور الى ما قبل العام 2013 او 2014 تاريخ بداية مسلسل التكفيريين الانتحاريين والسيارات المفخخة فهو واهم. فأي تلاعب بالاستقرار سيقابل برد غير مسبوق.
وتؤكد المصادر ان تحالف القوى الوطنية والمتمثل بعون و8 آذار وحزب الله وحركة امل سيكون له موقف ملائم للتطورات ومتابع لمجريات الامور لا سيما ان المعلومات المتقاطعة من اكثر من طرف محلي واقليمي بأن «التعليمة» صدرت لتطيير الحكومة وجعل البلاد في حال من الشلل الكامل في ظل حكومة تصريف الاعمال بعد استقالة رئيسها تمام سلام الذي عاد الى نغمة التلويح بالاستقالة وقالها صراحة امس الاول على طاولة جلسة الحوار المسائية في ساحة النجمة. وهذه الاستقالة اذا ما تمت فهي تعني ان سلام وتيار المستقبل سيغسلان ايديهما من اية تداعيات لهذه الاستقالة فأي وضع من تفجيرات او ازمات سياسية او معيشية او مطلبية او نفايات وغيرها من القضايا لا تحمل السلطة المستقيلة تبعات ردات الفعل الشعبية والسياسية عليها فالمستقيل يسير المرفق العام حكما من دون ان يرتب عليه المسؤولية عينها التي تترتب في حال كان اصيلا او غير مستقيل على رأس عمله.
التحضيرات لمرحلة ما بعد افشال تعيين روكز قائدا للجيش وتسريع تسريحه وتعطيل اي فرص لترقيتها مع عمداء المجلس العسكري الاخرين، كانت محل نقاش لمرات متعددة داخل اروقة القرار في 8 آذار لكنها لم ترسم الصورة السوداء التي رسمت مساء امس واليوم وهي مرشحة للتصاعد بعد موقف عون الاحد.
التيار الوطني الحر يلتزم الصمت بانتظار مهرجان بعبدا وكلمة عون بينما حزب الله وباقي قوى 8 آذار تستعد للاسوأ بعدما لمست باليد وبالعين المجردة ان لعبة التعطيل لعبة طويلة الامد وان هدف المستقبل وحلفائه شراء الوقت ومن دون اعطاء اية فسحة للحلول او الحلحلة ولو كانت جزئية في انتظار تبدل ما. وفي الوقت نفسه تضييق الخناق على عون ومحاصرته عبر افشال كل مشاريعه ومطالباته وخططه والضربة تكون مزدوجة له ولحزب الله في الوقت نفسه. فكسره يعني كسر حزب الله تشير المصادر وتقول وهذا لن يكون مسموحا في جدول اعمال الحزب الذي بقدر ما يتمسك بالحكومة والاستقرار لن يسمح بكسره وكسر حلفائه ومهما كان الثمن.
في المقابل تعتبر المصادر ان لعبة توزيع الادوار بين المستقبل وسليمان وريفي والكتائب بجعل روكز في بيته هي رد مباشر على عدم التمديد لريفي منذ عامين وبضعة اشهر وكذلك لسليمان منذ 500 يوم وعليه الحرب السياسية بدأت منذ ذلك الوقت والاتيان بالامر نفسه في ظل الشغور الرئاسي وتطيير الحكومة وتعطيل مجلس النواب لعب بالنار ولن يقابل بالورد وبالايدي المكتوفة.