IMLebanon

معركة التمديد الثاني انطلقت… من طرابلس

 

رغم ان معركة التمديد الثاني لقائد الجيش،العماد جوزاف عون لا زالت بعيدة نسبية، مع اقتراب التمديد الاول من نصف عمره، الا ان ثمة مَن يرى ان الاندفاعة التي نجح العماد جوزاف عون بالعودة من خلالها الى اليرزة لا بد من وقفها، لمنع تلك الموجة من حمله الى بعبدا، حيث تؤكد كل المؤشرات حتى اللحظة، في حال استمرار الستاتيكو الراهن، الى انه سيكون رئيسا للجمهورية في اي جلسة نيابية تعقد راهنا، يكون التنافس فيها محصورا بينه وبين سليمان فرنجية، بعدما نجح في خرق الاصطفافات الطائفية التاريخية، وفك عقد استعصت لسنوات على الحل.

 

من هنا، تبدي مصادر سياسية مواكبة مخاوفها من الاحداث التي عادت تطل برأسها من الشمال وعكار تحديدا، من “عراضة” الجماعة الاسلامية في بلدة ببنين، التي باتت تعتبر نفسها “جيش السنة” الذي خرج من قمقم “الاضطهاد” والاحباط، على خلفية حرب طوفان الاقصى، الى مجالس العزاء المتكررة في نهر البارد، والتي غالبيتها لسوريين.

 

وتابعت المصادر ان اكثر ما يبعث على الخوف  امرين اساسيين مرتبطين بالمرحلة الراهنة،وربما المقبلة، هما:

 

– اولا، القناعة السائدة لدى اكثر من جهة داخلية وخارجية، من ان قائد الجيش نجح بشكل كبير في ردم الهوة التي قامت لسنوات بين المؤسسة العسكرية والقاعدة الشعبية السنية، وما سيق ضد الجيش من اتهامات منذ حرب نهر البارد وما تبعها، ساعده في ذلك الاستراتيجية الجديدة التي وضعتها اليرزة بالتعاون بين مختلف وحداتها العسكرية على الارض، ومديرية المخابرات، حيث كان لشخص و”كاريزما” القائد دور فاعل، نتج عن زياراته الشمالية واختلاطه بقياداتها، واطلاقه مواقف نوعية انصفت الشارع السني، ببيئته السنية الحاضنة للمؤسسة العسكرية.

 

انطلاقا من هنا، فان هدف المعارضين في اضعافه على الساحة السنية يكون عبر اعادة تحريك الملف الامني الشمالي، من جهة، والتاثير على البيئة الحاضنة للجيش اللبناني، من جهة ثانية، تماما كما حصل في ببنين، التي تعتبر خزانا بشريا للجيش، والبلدة العكارية التي دفعت العشرات من ابنائها العسكريين شهداء وجرحى على طريق تحرير لبنان من الارهاب، وهنا بيت قصيد استعراض الجماعة الاسلامية، والذي تخطى كل الخطوط الحمر، الذي لن يمر دون حساب.

 

– ثانيا، محاولة بعض الجماعات الاسلامية، الاستفادة من التطورات الجنوبية وفتح جبهة الحدود، بعد عملية طوفان الاقصى، سواء لجهة تسليح عناصرها، واستقطاب المقاتلين، من سوريين وفلسطينيين وحتى اجانب للارتداد نحو الداخل، محاولة البناء على نشوة الشارع السني ، حيث برز تحرك لخلايا وعناصر عرفت بفكرها المتطرف ومصنفة خطرا، اذ ان غالبيتها قاتلت الجيش، ومن هؤلاء المجموعة التي قتلت في غارة “اسرائيلية” في الجنوب اثناء توجهها لتنفيذ عمل امني عند الحدود، برفقة خبراء اتراك قاتلوا الى جانب المجموعات المسلحة في سوريا، وباتوا متواجدين في لبنان.

 

– ثالثا، ما بدا يتكشف من دخول لاجهزة استخبارات خارجية، لاستقطاب هذه المجموعات و”تجنيدها” لصالح مشاريعها واجنداتها، حيث يحكى عن دخول تركي قوي، ترجم في عراضة ببنين، بعدما كان اعتبر الكثيرون ان انقرة خرجت من المعادلة الشمالية، عزز ذلك موقف بعض القيادات الشمالية التي دافعت عن اداء الجماعة، والتي صنفت في فترة السابقة على المحور التركي.

 

عليه اشارت المصادر الى ان ثمة مَن يسعى الى اعادة عقارب ساعة الساحة الشمالية الى الماضي، مصيبا بذلك اكثر من عصفور بحجر واحد، علما ان بيئة تلك المنطقة مهيأة اجتماعيا ومعيشيا لتشكيل بيئة حاضنة، ما سيؤثر على خزان الجيش البشري، خاتمة بان بعض اللاعبين غير آبهين لمخاطر تلك اللعبة التي قد تقلب الطاولة فوق رؤوس الجميع، في ظل الاوضاع الاقليمية والدولية المتأزمة وخلط الاوراق، حيث يعتبر لبنان رغم المظلة الدولية التي يحظى بها، الورقة الاضعف، حيث يصبح معها التمديد “للقائد” تفصيلا.