Site icon IMLebanon

اسرائيل الثانية… مرة ثالثة!

 

 

في الأيام الأخيرة نشر على مواقع التواصل الاجتماعي والفيسبوك مقال للدكتور عثمان سعدي سفير الجزائر السابق في العراق. توقيت النشر جاء مع الضجّة الاقليمية والعالمية التي رافقت الاستفتاء في كردستان العراق، وما رافقها من تحليلات ومحاذير وأخطار انشاء اسرائيل ثانية في العراق. وكشف السفير الجزائري سرّا يستدلّ منه ان أول من أطلق تسمية اسرائيل ثانية وتنبّأ باحتمال انفصال أكراد العراق هو الرئيس الجزائري هواري بومدين! وقد ألقى بهذه القنبلة السياسية في لقاء على أعلى المستويات، في خلال زيارته الى واشنطن عام ١٩٧٤، واجتماعه مع الرئيس الأميركي نيكسون! كما كشف المقال عن أسرار الحوار الذي جرى في هذا الشأن بين الرئيسين الجزائري والأميركي!

***

الاستراتيجية العالمية للامبراطورية الانكليزية عندما كانت الشمس لا تغيب عن أراضيها يمكن تلخيصها في كلمتين: فرّق تسد! وكان ذلك يعني بكل حزم، العمل على تقسيم العالم الى أمم، وتقسيم كل أمّة على حدة، ومنع أية ظواهر نهضوية لاستعادة وحدتها! وحتى قبل ان تقرر بريطانيا الانسحاب من جنوب شرق آسيا، كانت قد عملت كل ما يلزم من خلال تقسيماتها وترسيماتها للحدود المصطنعة بين الكيانات القائمة أو التي ساهمت في صنعها، من أجل زرع ألغام الخلافات الحدودية أو العرقية أو الطائفية والمذهبية في ما بينها، وبقائها مثل الجمر تحت الرماد! وهذه هي الاستراتيجية نفسها التي تبنّتها الامبراطورية الأميركية التي ورثت عن بريطانيا الشمس التي لا تغيب عن أراضيها هي!

***

كان هذا هو السبب الجوهري الذي قام بتقسيم أمّة العرب الى نحو ٢٢ دولة عربية مستقلة. وكان هذا هو السبب الجوهري أيضا لزرع كيان اسرائيل في فلسطين لتعمل على زلزلة أمّة العرب ومنع توحّدهم، وهم الذين كانوا من نوع الامبراطوريات التي لا تغيب عنها الشمس أيضا! وكل ما جرى قبل قيام اسرائيل وبعد قيامها، في العالمين العربي والاسلامي، من حروب وفتن واقتتال وأزمات طاحنة كان في صلب الاستراتيجية الانكليزية سابقا والأميركية لاحقا! ولا يعتد بما يقوله الأميركيون في العلن عن الأزمات القائمة، لأنهم يقولون شيئا، ويفعلون ما يناقضه! لذلك من الحكمة عدم الأخذ بما يقوله الأميركيون، بل بما تفعله أياديهم!

***

عنوان الزلازل المقبلة على المنطقة هو الاعصار الكردي الذي يخلق دينامية جديدة لطحن الكيانات العربية والاقليمية ويكون هو دينامية اسرائيل الثانية دون أن تحلّ محلّ اسرائيل الأولى بل تتكامل معها، من أجل انجاز المهمة!