IMLebanon

البرنامج السرّي  للرئيس دونالد ترامب

* نقل السفارة الى القدس.

* تصفية القضية الفلسطينية.

* إشعال حرب ايران والسعودية.

* اعلان اسرائيل دولة يهودية.

قد يكون التخطيط المعتمد لحملة دونالد ترامب التي أوصلته الى الرئاسة، هو أكبر خدعة في التاريخ المعاصر، ليس فقط للشعب الأميركي، وانما أيضا للرأي العام العالمي. والقول بأن الأميركيين انتخبوا رئيسا لا برنامج معلنا له، هو صحيح في الظاهر فقط. قرائن كثيرة سنفصلها لاحقا تشير الى أن ترامب يحمل برنامجا سرّيا لا يمكن الاعلان عنه إلاّ في الوقت المناسب وعلى مراحل، حرصا على نجاح تنفيذه. واستعاض ترامب والمخططون الحقيقيون من وراء الستار لحملته الانتخابية، عن البرنامج الرئاسي الرسمي، بطرح عناوين مثيرة للعهد الجديد بداعي المزيد من التمويه عن البرنامج السرّي. وتلك العناوين المثيرة كفيلة باحداث الفرقعة المطلوبة في الرأي العام في الداخل والخارج على السواء، ومنها: سور المكسيك، طرد ملايين المهاجرين، منع المسلمين من دخول أميركا، حبس هيلاري كلينتون، إلغاء برنامج أوباما كير، الغاء اتفاقات التجارة الحرّة مع دول العالم وغير ذلك، ودسّ بين كل هذه العناوين المثيرة عنوانا واحدا دأب المرشحون الرئاسيون على ادراجه في حملاتهم الانتخابية، ثم يتجاهلون تنفيذه بعد وصولهم الى البيت الأبيض، وهو الوعد بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب الى القدس!

***

الاستراتيجية الأميركية المعتمدة منذ خمسينات القرن الماضي والى يومنا هذا، لها عنوان واحد ثابت وقاطع هو: اسرائيل وجدت لتبقى! والتنفيذ على مراحل وعلى أكثر من خط واحد. ومنها ترهيب الأنظمة العربية بقوة اسرائيل التي لا تقهر، وترغيب أنظمة عربية أخرى بالتعامل مع اسرائيل ولو من تحت الطاولة، وضرب مصادر القوة العربية التي تشكّل خطرا على وجود اسرائيل، وتلميع فكرة السلام مع اسرائيل، وتقسيم فلسطين الى ضفة وغزة، والعبث بالداخل الفلسطيني واختراقه، واغتيال رمزية النضال الفلسطيني بازالة ياسر عرفات من الوجود. وزحلقة العرب الى سلام منفرد، وزحلقة القيادة الفلسطينية الى عقد اتفاقية أوسلو، وزحلقتها مرة ثانية باستحداث منصب رئيس وزراء فلسطين وزرع محمود عباس أبو مازن على كتف القيادة الفلسطينية التاريخية. والظروف مهيّأة اليوم لتولي قيادة جديدة من تفقيس اسرائيلي بعد ان انتهت صلاحية محمود عباس، في ظرف بلغ الانقسام الفلسطيني ذروته، وفتح تتفتت، والمسرح معدّ لقيادة جديدة توقع صك الاستسلام.

***

المسرح العربي تم انجاز اعداده أيضا. الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش أنجز ضرب البوابة الشرقية باحتلال العراق. والرئيس التالي باراك أوباما اخترع بدهاء كبير ومكر قاتل جرثومة الارهاب الداعشي التكفيري فضرب عدة عصافير عربية بطلقة واحدة، وأجهز على ليبيا القذافي وكاد ان يجهز على العراق وسوريا، وفي عهده ضربت أسعار النفط المنخفضة قوة الاقتصادات الخليجية.

***

خيّم الصمت الاسرائيلي للمرة الأولى في تاريخ انتخابات الرئاسة الأميركية. وحذر رئيس الوزراء نتنياهو كل المسؤولين من الادلاء بتصريحات حول مرشحَيْ الرئاسة وستكشف أرقام صناديق الاقتراع وتحليلها ان الصوت اليهودي ذهب بكثافة غير عادية الى مصلحة ترامب، وكذلك كل الأصوات التي يجيّرها اللوبي اليهودي في كل انتخابات رئاسية بأعداد هائلة. وأدت الحملة الاعلامية السلبية ضد ترامب الى تعميم ثقافة العنصرية، والى شدّ عصب الناخب الأبيض، بحيث أن من فلت من تأثير اللوبي اليهودي، وصلته السموم في الهواد وعبر الأثير، وأثرت على وجدانه، فتحوّل للاقتراع لترامب بدلا من منافسته! وكذلك تمّ تبكيل مسرح الحكم في الولايات المتحدة مع رئيس عنصري صهيوني الهوى، يدعمه كونغرس بمجلسيه النواب والشيوخ بأكثرية جمهورية!

***

البرنامج السرّي الذي يحمله الرئيس دونالد ترامب يقول ان الوقت قد حان ل انجاز المهمة! والمهمة هي تصفية القضية الفلسطينية وطيّ صفحتها الى الأبد، مع عالم عربي مشظى ولا نبض فيه، ولا ينتظر منه أي ردّ فعل. وعالم فلسطيني محتل ورموزه تتفتت مثل البسكوت حتى بين الأنامل الناعمة ودون ان تحتاج الى مطارق! وسيكون الاختبار المفصلي في قرار الرئيس ترامب بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب، وهو اجراء سيتخذه دون أدنى شك، خلافا لكل من سبقه في البيت الأبيض، ليس لتعفف أولئك الرؤساء، وانما لأن الظروف لم تكن ناضجة بعد! وفي البرنامج السرّي أيضا العمل على اشعال حرب جديدة في المنطقة، ليس بين اسرائيل وايران، وانما بين السعودية وايران! أما كيف سيتم ذلك فتفصيله عند مكائد الفكر الصهيوني في الاستخبارات الأميركية ودوائرها العسكرية والمتآمرين معها في اسرائيل! وهذه الحرب الجديدة المفتعلة، اذا حدثت لا سمح الله ستكون هي الغطاء لاعلان اسرائيل دولة يهودية خالصة!

***

النبض الحقيقي في اسرائيل بعد فوز ترامب بالرئاسة، عبّرت عنه صحيفة هآرتس في افتتاحيتها، وقولها ان اليمين الاسرائيلي وجد في فوز ترامب بالرئاسة الأميركية نصرا الهيا! وهو في الواقع ليس نصرا الهيا ولا شيء من هذا القبيل، وانما هو نصر من صنع أيدي الصهاينة في كواليس التآمر من واشنطن والى تل أبيب! ولكن… ولكن… ولكن…

وجود مثل هذا البرنامج السرّي لا يعني أنه قابل للتنفيذ. وسيواجه ترامب في عهده كوابح أكثر من أي عهد مضى. وأولها كوابح الحكماء من ضمن النظام، ومن المجتمع الأميركي ويكون في عداده الشارع الأميركي. وثانيها وجود القطب الدولي الآخر… ممثلا بروسيا وكل حلفائها في المنطقة والعالم. ومنها تحالفات جديدة في المنطقة قد تنشأ بين الأضداد وتندرج تحت عنوان خلف الضرورة لمواجهة الخطر الوجودي. وكما أظهرت وقائع التاريخ المعاصر ان اسرائيل مثل أميركا قابلة للهزيمة وهزمتا مرارا!