Site icon IMLebanon

كلمة السرّ الحريرية

ثلاث روايات يتمّ تداولها داخل قيادة «تيار المستقبل» في ما يتعلق بالإستحقاق الرئاسي:

الأولى، يتمسّك بها الفريق المتحمّس لعون ومفادها أن الرئيس سعد الحريري حسم خياراته وقرّر المضي في انتخاب العماد ميشال عون في الجلسة المقبلة.

هذا الفريق يفسّر التناقض في مواقف مسؤولي «المستقبل»، داعماً معلوماته بأن الحريري لم يلتقِ منذ فترة طويلة أياً من قيادات «المستقبل» المعارضين للتسوية الرئاسية، وبالتالي كيف لهم أن يدركوا ما قرّره ضمن دائرة ضيّقة.

ويصرّ هذا الفريق على ان المعارضين لخيار عون ضمن «المستقبل» يعبّرون عن آرائهم وتحليلاتهم، ولا يملكون كلمة السر الحريرية التي أُبلغت الى عون، وبُنيت عليها اجتماعات واتصالات في العمق بين أقرب المقربين منهما للتفاهم على مرحلة ما بعد انتخاب عون.

ويتوقع هذا الفريق ان يعود الحريري قريباً الى بيروت لحسم الإستحقاق الرئاسي على ان يزور السعودية، قبل عودته أو بعدها، حسب المواعيد التي يمكن ان تحدّد له هناك.

الثانية، ان الحريري فعلاً كان حسم أمر انتخاب عون، لكن إشارات وردت من «حزب الله» فرملت اندفاعته، وان الحريري لن يعود قبل 28 الجاري وبالتالي لم يعد ممكناً الرهان على انجاز الاستحقاق الرئاسي في هذا الموعد.

الثالثة، ان خيار عون لرئاسة الجمهورية هو خيار مستحيل ولن يقامر الحريري ويسير به، وان رئيس «تيار المستقبل» لن يعود الى لبنان قبل 28 الجاري موعد الجلسة الانتخابية ال 45 .

ويجزم الفريق الذي يؤمن بهذه النظرية ان الانتخابات لن تحصل حتى لو أيّد الحريري عون للرئاسة، لأن ظروف التسوية غير متوافرة و«حزب الله» لا يرى مصلحة له في ايصال الحريري، بمن يمثل وما يمثل، الى رئاسة الحكومة، في ذروة الاشتباك الاقليمي المدوّي بين ايران والسعودية.

في الواقع، يريد الحريري تسوية رئاسية. لم يترك خياراً إلّا واعتمده، ولم يترك باباً إلّا وطرقه، وهو سمع تحذيرات في السر والعلن انه بتبني ترشيح النائب سليمان فرنجية خسر كثيراً من رصيده وانه بتبني ترشيح عون سيخسر ما بقي له من رصيد. ومع ذلك لم تتوقف الحملات عليه، وتحميله مسؤولية تعطيل الانتخابات الرئاسية.

أمس توصل اللاعبون المحليون الى قناعة بأن جلسة 28 طارت، بعدما كانوا سهروا ساعات طويلة في اجراء اتصالات في ما بينهم ومع مرجعيات روحية وسياسية، للاستطلاع وتبادل المعلومات، احترازاً من أي مفاجأة لم يحسبوا لها.

يبدو ان المعركة الرئاسية تحولت من معركة تبادل الاتهامات بالتعطيل ومحاولة التنصل من مسؤولية دفع البلد نحو المجهول، الى مناورات تكشف «من يريد رئيساً للجمهورية ومن لا يريد».

بعد 28 ، اللبنانيون امام فصل جديد من خلط الاوراق.