IMLebanon

أمانة» القوات: فشل خيار جعجع

لن تتحقق رغبة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في تعيين مدير مكتبه السابق جوزف رزق أميناً عاماً للحزب. الطرفان لم يتوصلا الى الاتفاق لأسباب عدة، المعلن منها أنها… عائلية

فشلت مساعي رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع لتعيين مسؤول الشعبة الثانية في «ميليشيا القوات» ومدير مكتبه السابق، جوزف رزق، أميناً عاماً للحزب. هذه المرّة لم يتطابق حساب حقل «الحكيم» مع حصاد بيدره، فأتى قرار رزق مُخيّباً لآمال «قائده». رزق فضّل عدم العودة الى لبنان، وبالتالي رفض مركز الأمين العام، استناداً الى مصادر نيابية في القوات.

منذ شهر تقريباً، قدّم الأمين العام للقوات فادي سعد استقالته من منصبه، متذرّعاً بأنه لم يعد يقوى على التوفيق بين وظيفته الحزبية وما تتطلبه من جهدٍ ووقت، وعمله الأساسي كطبيب. هذا ما جرى تداوله إعلاميّاً، علماً بأنّ معلوماتٍ أخرى تحدثت عن «تمنّي» رئيس الحزب على أمينه العام تقديم استقالته. مصادر معراب تُصرّ على عدم صحة هذه المعطيات: «نحن فقط في حاجة الى شخص متفرغ».

منذ استقالة سعد، أسماءٌ كثيرة حاولت التسويق لنفسها. إلا أنّ جعجع وضع نصب عينيه هدفاً واحداً: إعادة رزق الى الوطن، بعد أن عاش في الاغتراب منذ التسعينيات. «سيّد معراب» يُدرك أكثر من غيره حاجة الحزب الى شخص بخلفية رزق: تاريخ عسكري «مُهمّ» قواتياً، كتومٌ يحفظ أسرار الحزب، وقربه من القاعدة القواتية قد يُساعده في إعادة التنظيم.

بناءً على ذلك، جرى التواصل من جديد بين الرجلين، وزار رزق لبنان لأسابيع قليلة. اجتماعات عدّة عُقدت بين «الرفيقين»، وكانت الأحاديث «تتسم بالصراحة، فكلّ شخص عرض أمام الآخر طلباته بشفافية»، استناداً الى مصادر مواكبة من خارج معراب. من الأمور التي اشترطها رزق «استقلالية قراراته وعدم تدخلّ أيّ كان في وظيفته». حاول جعجع تسهيل المفاوضات، وهما «اتفقا على ٧٥٪ من النقاط التي يتعلّق معظمها بسير الأمور التنظيمية والحزبيّة. إلا أنّ «الشيطان» كمن في التفاصيل الشخصية: عائلة رزق في الخارج وتدابير انتقالها الى لبنان، إضافة الى أمور ماديّة.

معلومات تنفيها القوات عن «حرتقات» على عودة رزق

هذه التفاصيل كانت الحائل بين اتفاق الطرفين. وفي التفاصيل أن الأمور لم تصل الى خواتيمها السعيدة «بسبب طلبات رزق التي وصفها جعجع بالكثيرة، كالراتب الشهري الذي أراد نيله لقاء عمله وتأمين ضمانات لعائلته».

المصادر المتشائمة من هذه النتيجة، «لأننا كنا نعوّل على قدرته في لملمة جميع القواتيين الحردانين، فهو إنسان لم يكن ليخضع لأي جناح في الحزب»، تتحدّث أيضاً عن أشخاص في «دائرة القرار القواتي حاولوا الحرتقة على عودة رزق». الا أنّ هذه الجعجعة لم تكن لتؤثر في القرار النهائي: «جوزف من فريق الحكيم وهو كان سيأتي بقرار منه».

أمام هذا الواقع، أعيد خلط الأوراق في معراب، ليبدأ جعجع عملية البحث عن أمين عام آخر. يُحكى عن أسماء عدّة، أبرزها مستشار رئيس الحزب وهبة قاطيشا ومدير مكتب جعجع ايلي براغيد. «نستبعد أن يكون العميد (قاطيشا)، أما بالنسبة إلى براغيد فلا أظنّ أن الحكيم في وارد البحث عن مدير مكتب جديد»، استناداً الى المصدر النيابي القواتي.