IMLebanon

أسرار» العلاقة بين فرنجيّة والجميّل… وإنعكاسها على الملف الرئاسي

أثارت اللقاءات بين رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية ورئيس حزب «الكتائب اللبنانية» النائب سامي الجميل في الفترة الأخيرة تساؤلات عدّيدة عن نيّة هذه الاجتماعات وكثافتها وتطوّرها لا سيما بعد تحالف معراب – الرابية باعتبار أنّه سيكون التحالف المسيحي المواجه له خصوصاً بعدما خاض «الكتائب» و«المردة» المعركة الانتخابية البلدية في عدة مناطق معاً.

لكن كل هذه الأقاويل تبقى أقاويل الى أن تثبّت على الأرض سواء بتحالف سياسي عريض بين بنشعي – بكفيا أو بتسمية الجميل فرنجية رئيساً للجمهورية كخطوة أولى للتقارب.

لكن الملموس اليوم هو أنّ علاقة شخصيّة مميّزة تجمع الرجلين، وهي ليست وليدة الأمس فلطالما اجتمع «الصديقين اللدودين» من دون تكاذب أو نيّة الغاء طرف للآخر،  بل تؤكد أوساط مقرّبة من المردة «أننا لا نخاف من بعضنا على مصلحة المسيحيين، ولا نتقارب من بعضنا بعضاً لنلغي أحدا».

وعلى الرغم من أنّ المردة تعتبر أن أي طرف سياسي تلتقي معه بالأفكار والأمور الاستراتيجية يكون كحليف، الا أنّهم يدركون جيداً الخلافات على العديد من الأمور السياسية وخصوصاُ بالمقاربات الاستراتيجيّة، على سبيل المثال موضوع المقاومة اللبنانية.

وعن احتمال تحالف «الكتائب» و«المردة» في وجه تحالف «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر»، تنفي الأوساط ذاتها وجود هكذا مشروع، مشيرة الى أنّه لم يتم التطرّق الى هذا الموضوع في الاجتماعات سواء في بنشعي أو في بكفيا. ولفتت الأوساط الى أنّ «موقعنا والكتائب يخوّلنا أن نلتقي مسيحياً، في مواجهة اي محاولة الغائية أو احتكار الميثاقية المسيحية والقرار السياسي المسيحي».

وعّما تضمّنه اللقاء الأخير في بنشعي أشارت الأوساط الى أنّه تم التداول في مواضيع عامة، ولم يكن لها علاقة بموضوع الرئاسة بتاتاً.

في سياق متصل، أثنت مصادر في حزب «الكتائب» على العلاقة الشخصيّة المبنيّة على المحبة والاحترام بين الحزبين، «خصوصاً كون التعاطي معهم سهلاً دائماً لأنّهم واضحون ويقولون أفكارهم بصراحة وشفافية، مما يتيح لنا النقاش معهم في كل المواضيع».

أما في ما يتعلّق بموضوع التحالف السياسي، فلم تأت رؤية «الكتائب» مختلفة عن المردة، اذ ان المصادر شبّهت موقفها من التحالف السياسي بموقفها من رئاسة الجمهورية، معللةً ذلك بأن «المواضيع لا تبنى على العلاقة الشخصية بل على الثوابت السياسية ومن الواضح أننا والمردة في العديد من الملفات الأساسية لدينا اختلاف في وجهات النظر على الرغم من أننا نلتقي في ملفات أخرى مثل قانون الانتخاب والاصلاح في الدولة والشؤون المسيحيّة».

وأضافت «ترشيح الجميل لفرنجية يتوقّف على مواقفه وثوابته، فاذا استمر بثوابته الحالية فلا يمكن للكتائب أن تسميه أو تتحالف معه، ولكنها في الوقت عينه لن تعيق وصوله الى سدّة الرئاسة أو وصول غيره، فبالتأكيد أي جلسة من الممكن أن ينتج منها انتخاب رئيس  حتى ولو لم يكن من خطنا السياسي فسنؤمّن النصاب اما ان ننتخب رئيساً لا نلتقي معه بثوابتنا فهذا شيء لن يحصل، وهذا الأمر يتفهّمه الى حد كبير المردة  ولا يؤثّر في العلاقة بيننا».

ونفت المصادر الكتائبيّة أخيراً أن تكون اللقاءات تحضيريّة لأي مؤتمرات تأسيسيّة أو تمهيديّة للقاءات أوسع تجمع الأقطاب كافة.