Site icon IMLebanon

مجلس طائفي لا ينتخب رئيساً –

 

 

الظلام الذي يعيشه لبنان ليلا على صعيد الكهرباء او نهارا على صعيد الوعي والمفاهيم الوطنية الغائبة، اضافة الى الهجرة الرابعة من لبنان والتي سلبته اهم الادمغة وقامت بتحويل لبنان الى دولة مفلسة من المال والاقتصاد وسقوط العملة الوطنية، والاهم مرض الطائفية والمذهبية فيه جعله بلدا تم تصنيفه في دائرة الدول المتخلفة وحل في المرتبة الثالثة بعد دولتين متخلفتين، بعدما كان لبنان في المرتبة 27 من اصل كل دول العالم.

 

كيف يمكن انتخاب رئيس جمهورية ولبنان دستوره طائفي وقانون الانتخابات فيه طائفي، وتوزيع المناصب طائفي ونتيجة الانتخابات تأتي بمجلس نواب طائفي من الطراز الاول، فكيف لهكذا مجلس نواب ان ينتخب رئيسا للجمهورية في ظل هذا الجو الطائفي البغيض، وفي ظل انعدام الرؤية ليلا ونهارا، ليلا على مستوى الكهرباء ونهارا على مستوى المفاهيم الوطنية والمبادئ القومية.

 

مع هكذا مجلس نواب طائفي وهكذا دستور مذهبي وهكذا عقلية طائفية مذهبية لا يستطيع مجلس النواب اللبناني انتخاب رئيس جمهورية، لان العقلية الوطنية مفقودة على مستوى النقاش والحوار في المجلس النيابي الطائفي.

 

اما مصلحة لبنان الوطنية فغائبة ويحل محلها مصلحة كل مذهب وكل طائفة من المذهب الشيعي الى المذهب الدرزي الى المذهب الماروني الى مذهب الروم الارثوذكس والكاثوليك الى المذهب السني الى المذهب العلوي والى كل بقية المذاهب التي لم نذكرها، ونحن نسينا العقلية الارمنية المعتدلة لكن لا يتركون لها اي دور.

 

كيف يمكن لمجلس بهكذا تركيبة ان ينتخب رئيسا للجمهورية. ست مرات حصل الفراغ الرئاسي منذ الاستقلال وحتى يومنا هذا، منها اربعة حصل الفراغ فيها منذ 1988وحتى الان.

 

والفراغ الرئاسي يعني الشلل، يعني غياب الرئيس الذي يقسم الحفاظ على الدستور، يعني غياب الرئيس الذي يرأس السلطات دستوريا ويوجه الرسائل الى المؤسسات ان هي خالفت الدستور.

 

الفراغ الرئاسي يشل البلد ويجعل السلطة التشريعية والتنفيذية والقضائية والمؤسسات الامنية كل واحدة منها تغني على ليلاها في ظل غياب رئيس للجمهورية يأتي على اساس شخصية قوية وقادرة على ادارة شؤون لبنان والاهتمام بالشعب اللبناني والاهتمام ببقية الامور.

 

مع مجلس نواب من هذا النوع المذهبي والطائفي واضح ان المجلس النيابي عاجز عن انتخاب رئيس للجمهورية. ودولة الرئيس نبيه بري رئيس مجلس النواب يؤجل الانتخابات الرئاسية من اسبوع الى اسبوع وهو يعلم ان الانتخاب لن يحصل لرئيس جديد. بل الجميع ينتظرون كلمة السر كي تأتي من اميركا وخاصة من فرنسا ومن السعودية ومن ايران.

 

وهكذا رأينا ان المخابرات الروسية الاميركية التي اجتمعت في تركيا بحثت ايضا وضع لبنان مع ان الاجتماع كله كان مخصصا لحرب روسيا على اوكرانيا، الا انه تم التداول بالشأن اللبناني بشكل خاطف وصرحت الولايات المتحدة بعد الضوء الاخضر الروسي بأن موسكو ستساهم في الحل اللبناني وبنقل وجهة النظر الاميركية الى فرنسا، وتداولت اميركا وفرنسا بشأن الانتخابات اللبنانية وتم ذكر اسماء بين القيادة الفرنسية والقيادة السعودية ثم حصل الاتصال الفرنسي السعودي بين الرئيس الفرنسي ماكرون وولي عهد السعودية الامير محمد بن سلمان،وتم ايضا التداول بشأن الانتخابات الرئاسية اللبنانية وتم ذكر ثلاثة اسماء للرئاسة.

 

كما ان فرنسا كما يقولون استطلعت موقف حزب الله من الانتخابات الرئاسية وبالتالي الموقف الايراني بصورة غير مباشرة. وابدت ايران موقفها بعدم التدخل في الانتخابات اللبنانية وانه صحيح انها حليفة مع حزب الله لكن حزب الله يقرر موقفه وفق معرفته العميقة بالساحة اللبنانية.

 

بعد التداول بين هذه الدول يبدو ان الاسماء اصبحت ثلاثة، اهمهم الوزير سليمان فرنجية والعماد جوزاف عون او شخصية قانونية مستقلة ليس لها علاقة بالفساد بتاريخ لبنان وقادرة على ادارة الامور في البلاد واعادة تحريك عمل المؤسسات من جديد. ولن ندخل في ذكر الاسم الثالث الان لكن لاحقا سنذكره وهو شخصية غير حزبية ومستقلة ومنفتح على الجميع رغم ان فئة سياسية لا ترغب بوصوله.

 

نعود الى ساحة النجمة الى المجلس النيابي الذي تم ترميمه بشكل رائع واصبح بكراسيه ومقاعده واجوائه متقدما جدا اكثر من عقلية النواب الذين تم انتخابهم في الدورة الاخيرة للانتخابات النيابية، وبناء المجلس النيابي يستحق نوابا افضل من بعض النواب الحاليين، لان بعضهم عندما نسمع اراءهم نشعر بالعتب على الشعب اللبناني الذي انتخبهم وهم لا يستحقون ان يتكلموا باسمه وبالمبادئ الوطنية اللبنانية العميقة والاساسية.

 

لا رئيس قبل شهرين او ثلاثة بأقل حد. الا اذا ظهرت كلمة السر الدولية وظهر الاسم الذي تم التوافق عليه وهو واحد من ثلاثة، ويجري التداول والتشاور الان بين واشنطن وباريس والسعودية وبيروت بشأن الاسم الذي سيتم اعتماده لرئاسة الجمهورية المقبلة. وهو في كل الاحوال سيكون شخصية ممتازة وقوية وجيدة، ومع ان هذا العمل يجب ان ينتج عن تصويت النواب اللبنانيين بشكل حر وسيادي لكن للاسف لا سيادة في قرار انتخاب رئيس الجمهورية، بل كلمة سر دولية تأتي الى بيروت وتحمل الاسم الذي سيكون رئيس جمهورية لبنان المقبل