IMLebanon

انجازات امنية تكشف فصول المخططات الارهابية  

كتب عبد الامير بيضون:

وسط تطورات دولية وإقليمية وداخلية لافتة، تهيء الأجواء لاجراءات في مواجهة الارهاب الذي يضرب عابراً لحدود الدول والطوائف والمذاهب، انعقدت الجولة الثالثة للحوار بين «تيار المستقبل» و«حزب الله» في عين التينة، مساء أمس، وعلى جدول الأعمال بند «نزع فتائل الاحتقان المذهبي وبحث السبل الآيلة الى تحصين الساحة الداخلية وتدعيم بنيان الدولة ومؤسساتها على أسس تتيح المضي في سياسة بسط سلطان الأمن الشرعي على سائر المناطق اللبنانية، وتحديداً في منطقة البقاع (الغربي – والأوسط والشمالي…) بتأييد لافت من وزراء ونواب وذلك توازياً مع الانجازات التي حققتها الأجهزة الأمنية والقوى العسكرية ابتداءً من الشمال، مروراً بسجن رومية، وصولاً الى غير منطقة من لبنان… وتبدو سبحة الانجازات الأمنية وتوقيف المتورطين في الأعمال الارهابية كرت وعلى نحو لافت في أعقاب عملية سجن رومية وضبط أحزمة وعبوات ناسفة واقتحام مناطق، كانت حتى الأمس القريب «محظورة».

وفي هذا فقد نقل من مصادر أمنية في الجنوب، «ان اليقظة الأمنية عالية وهناك تنسيق لاحباط أي عمل ارهابي قد يكون مخيم عين الحلوة منطلقا له…».

استنفار أمني لبناني وأوروبي

اللافت ان الاستنفار الأمني على مستوى الداخل اللبناني، تقاطع مع «استنفار أوروبي – أميركي»، حيث تصدر عنوان «مكافحة الارهاب» كل ما عداه من اهتمامات، وأخذ الاستنفار الأمني ذروته، حيث عقد في مقر «الاتحاد الاوروبي» اجتماع أمني من أجل  «تنسيق الجهود في مكافحة الارهاب».. في وقت كان وزير الخارجية الاميركي جون كيري يلتقي الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، في أول زيارة لمسؤول أميركي الى العاصمة الفرنسية منذ الاعتداء على صحيفة «شارلي ايبدو» الاسبوع الماضي…

الاستحقاق الرئاسي… والحوارات

هذا، وإذ دخل لبنان يومه الثامن والثلاثين بعد المئتين من دون رئيس للجمهورية… وعلى رغم الطلات الاعلامية والمواقف الداعية لانتخاب رئيس في أقرب وقت، فإن ما توافر من معطيات لا يؤشر الى ان هذا الاستحقاق بات في الأولويات، بانتظار ما ستؤول اليه الحوارات الجارية بين «المستقبل» و«حزب الله» وتلك المتوقعة بين «التيار الحر» و«القوات اللبنانية» كما وبانتظار الأجواء الاقليمية… وإن كانت أجواء جولة الأمس من «حوار عين التينة» تطرقت الى الملف الرئاسي من زاوية المعايير والمواصفات الواجب توافرها لانتخاب رئيس جمهورية… علماً ان الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله، جدد في لقائه الطويل مع «الميادين» تبنيه ترشيح (الجنرال السابق) النائب ميشال عون والوقوف خلفه…

إلى ذلك فقد تواصلت التحضيرات للحوار المسيحي – المسيحي بين «التيار الحر» و«القوات» من أجل انجاز «ورقة عمل موحدة» يمكن ان تشكل «أرضية صالحة للقاء عون – جعجع» في وقت قريب… على رغمت حفظ قيادات في 14 آذار، ربطوا انطلاق الحوار بموافقة «حزب الله» بدورهما أعرب نائبا «القوات» انطوان زهرا وايلي كيروز، بعد لقائهما الرئيس بري أمس عن ارتياحهما لأجواء الحوارات.

اشادات بنجاح القوى الأمنية

إلى ذلك، فقد تواصلت الاشادات بالنجاحات التي حققتها القوى الأمنية والعسكرية ان في طرابلس او في عرسال او في سجن رومية بتوجيه من وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، مع التأكيد على فض اشتباك لبنان وربطه بأجندات خارجية. وتحييده عن صراعات المحاور وانعكاساتها السلبية، مع التعديل على سهر الجيش والقوى الأمنية كافة في حفظ الأمن وتوقيف المجرمين…

وفي هذا، فقد اعتبر الرئيس ميشال سليمان ان «الانجازات النوعية التي حققتها القوى الأمنية والجيش (…) تؤكد من جديد مدى جهوزية هذه المؤسسات واستعدادها للتضحية والعطاء…» وأثنى على النجاحات التي تحققت في طرابلس وعرسال عبر احباط المخططات الارهابية الرامية الى الفتنة التي تستهدف الحوار… لافتاً الى ان  اللخطة مؤاتية لتثبيت هوية لبنان ونهاية كيانه وتحييده عن صراعات المحاور… إن في التضامن الحكومي الضروري أم في الحوار المطلوب للخروج من محاربة الفراغ والارهاب بأقل الخسائر…»،

بلامبلي… وأهمية الهدوء  في الجنوب

من جهته وفي زيارة وداعية لرئيس الحكومة تمام سلام، فقد أشاد المنسق الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي بـ«الانجازات الأمنية الأخيرة في وجه الارهاب، وهي انجازات حقيقية…» مشدداً على «أهمية الحفاظ على الهدوء في الجنوب، الذي هو عنصر أساسي للاستقرار في لبنان».

لتخفيف الاحتقان…  وانتخاب رئيس للجمهورية

ومن دارته في طرابلس، أعلن الرئيس نجيب ميقاتي، «ان ظاهرة الانتحاريين والسيارات المفخخة تستدعي المزيد من اليقظة والحذر… لأن من يتربصون شراً بهذا البلد ماضون في مخططاتهم…».

ورأى ميقاتي «ان أجواء الحوار تساهم في تخفيف الاحتقان في الشارع وتبريد الأجواء السياسية…» وقال «الأساس والملح برأيي هو انتخاب رئيس جديد للجمهورية في أسرع وقت». داعياً الى «توفير أرضية من الحوار الداخلي تسمح بالتوافق على فرض هذا الملف كأولوية… لأن انتخاب رئيس يحصن الواقع اللبناني».

أما حزب «الوطنيين الاحرار» فلاحظ تراجع الاهتمام بانجاز الاستحقاق الرئاسي محملاً المعطلين مسؤولية سلبيات كل ما ينتج من ممارساتهم والاقلاع عنها والمبادرة الى تأمين النصاب. وفي السياق عينه، رأى نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الامير قبلان، في خطبة الجمعة أمس، ان «لبنان عرضة لمؤامرات وتحديات تستدعي ان نوحد صفوفنا ونحصن وحدتنا بتعاوننا، وعلى السياسيين ان يبادروا الى انتخاب رئيس للجمهورية…» مهنئاً «الجيش والقوى الأمنية على الانجازات التي تحققت في كشف البؤر الارهابية واحباط مخططاتها…»

لتتحمل فرنسا مسؤوليتها

وبالتوازي، وإذ استمرت المواقف الشاجبة والمستنكرة لما جرى في فرنسا من عمل إرهابي… فقد تواصلت أيضاً الادانات والاستنكارات لاعادة نشر الرسوم المسيئة للنبي محمد وللاسلام…

وفي هذا، تمنى الرئيس ميقاتي «ان تتخذ السلطات الفرنسية الاجراء المناسب لوقف هذا التمادي في الاساءة المتعمدة، لأن التذرع بالحرية للاساءة الى الآخرين أمر مرفوض…».

من جانبه حمّل الشيخ قبلان الصحيفة تبعات ما جرى مطالباً «باستنكار ولجم كل اساءة تمس بالرمز الأول في الاسلام…» أما الشيخ فضل الله فقد دعا «المسلمين الذين هزهم الظلم اللاحق برسولهم والاساءة اليه الى ان يكونوا بمستوى اخلاق نبيهم وحكمته في مواجهة الذين اساؤوا اليه حين دعاهم الى الحوار والتفكير ملياً في ما قالوه ونسبوه اليه…» وأكد ان «المطلوب من المسلمين ان لا ينطلقوا في خطواتهم من وحي الانفعال والارتجال وردود الفعل، بل من خلال خطة مدروسة… تحول ما جرى الى فرصة لتعريف الناس برسول الله وتبيان صورة الاسلام البعيد عن التطرف والالغاء…».

المحكمة الدولية

على خط آخر، فقد تابعت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان أمس، الاستماع الى افادة النائب السابق الدكتور غطاس خوري الذي تناول أمس مرحلة استقالة الرئيس رفيق الحريري بعدما علم «ان لا مجال لأي تسوية معقولة مع النظام السوري»، مشيراً الى ان «النظام الأمني نهش القضاء اللبناني ومارس ضغوطاً عليه… وان حكومة الرئيس عمر كرامي تشكلت بهدف تصفية الحريري».

وقد ردت «الأمانة العامة لمجلس النواب» على ما ورد في شهادة خوري ووصفته بأنه «في غير محله ولا يطابق الحقيقة».

إعترافات النابوش كشفت شبكة من الإنتحاريين

كشفت معلومات امس أن اعترافات بسام النابوش الموقوف لدى استخبارات الجيش، سمحت بكشف شبكة انتحاريين كان بعض عناصرها على تواصل مع المطلوب شادي المولوي، واجتمع به في عين الحلوة، كما رصدت اتصالات بينهم وبين المولوي والمطلوب اسامة منصور.

وأوضحت المعلومات أن شبكة ا?نتحاريين كانت تضم 7 أفراد من بينهم انتحاريا جبل محسن الخيال والمرعيان و4 آخرين، تم القبض عليهم، من بينهم إيلي الوراق الذي اعتنق ا?سلام منذ نحو شهرين، ويبقى أحد أعضائها طليقا والبحث جار حاليا عنه، فيما التحقيقات مستمرة مع اعضاء الشبكة الموقوفين.

من جهته، أوضح طوني الوراق والد الموقوف ايلي انه صدم من خبر توقيف ابنه الذي نزل عليه كالصاعقة، لافتا الى ان نجله كان يغيب عن البيت لفترات، ويعاشر شبانا ربما أقنعوه باعتناق الاسلام المتطرف، وقال «نثق بقيادة الجيش الحكيمة واذا كان ابني مذنبا ليحاكم، وأترك الامور للقضاء».