Site icon IMLebanon

الأمن والسياسة في لبنان فروقات في الإنجازات والعثرات

 

احتفلت قوى الأمن الداخلي بالعيد ال 157 لتأسيسها، إذا عدنا بالتاريخ كل هذه السنوات، أي أكثر من قرن ونصف القرن، لوجدنا ان هذه المؤسسة تأسست عام 1861 أي غداة فتنة 1860 في جبل لبنان وغداة الانتقال من نظام القائمقاميتين الى نظام المتصرفية وقبل اعلان لبنان الكبير بستين عامًا، وكذلك قبل استقلال لبنان بأكثر من ثمانين عامًا…

هكذا، هذه المؤسسة شهدت على تحولات جسيمة في تاريخ لبنان الحديث والمعاصر، وليس من باب المصادفة أن يحل عيد تأسيسها فيما الرهان عليها يكبر يومًا فيومًا في تعزيز ثقة اللبناني ببلده ومؤسساته.

***

ليس تفصيلاً أن يحتشد أركان الدولة في عيد هذه المؤسسة التي تبرهن يومًا بعد يوم انها أهل للثقة التي وُضِعت فيها خصوصًا في ظل الإنجازات التي حققتها والتي كلفتها أكثر من شهيد رفيع المستوى والمسؤولية وفي المقدمة اللواء وسام الحسن والرائد وسام عيد، واليوم تواجه المؤسسة أعتى التحديات في ظل قيادة مديرها العام اللواء عماد عثمان الذي تشهد قوى الأمن في عهده قفزة نوعية.

 

***

في الذكرى تزدحم التحديات، لعل أبرزها تلك المرتبطة بالارهاب الذي يضرب من دون هوادة، وقد نجح لبنان بفضل مؤسساته الأمنية في احتواء هذا الارهاب سواء في عملية فجر الجرود أو في العمليات النوعية التي تقوم بها الأجهزة والإدارات الأمنية والتي تثبت مرة جديدة ان لبنان يتمتع بمؤسسات أمنية ترفع الرأس وقد حققت تقدمًا مشهودًا له.

ومنذ أيام حققت شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي بقيادة العقيد خالد حمود قفزة نوعية من خلال ضبط أكبر عملية في تاريخ المخدرات في لبنان، وهي 15 طنًا وقد استلزمت ملعبًا لكرة القدم لعرض المضبوطات.

حتى ان الجرائم المرتكبة لا تستغرق مع شعبة المعلومات سوى أيام وأحيانًا ساعات فتُكتَشف، حتى أصبحت هذه الشعبة محط إعجاب ليس المسؤولين اللبنانيين فحسب بل الديبلوماسيين وحتى أجهزة الأمن العالمية التي وجدت في أجهزة الأمن اللبنانية ولا سيما فرع المعلومات جهازًا متكاملاً متناسقًا أحدثَ نقلة نوعية في عمل الأجهزة الأمنية اللبنانية.

***

ولكن، هل يواكب الأداء السياسي اللبناني الأداء الأمني للمؤسسات الأمنية؟

حين يُسأل هذا السؤال فإن اللبناني يعرف الجواب، لكنه يتألم، كم هو يتمنى أن يواكب الأداء السياسي الأداء الأمني، لكن من أين تتحقق هذه الأمنية في ظل الانقسامات والخلافات السياسية؟

إحدى علامات القصور السياسي في مواكبة التقدم الأمني ان تشكيل الحكومة ما زال يتعثر حتى رغم مرور اسبوعين على بدء رحلة الألف ميل نحو عملية التشكيل، وليس في الأفق ما يشير الى ان الولادة ستكون قريبة.

المعركة معركة أحجام وليست معركة الوصول الى فريق عمل متجانس ومتناسق، وهذا ما يجعل كل فريق يتمسك بالحجم الذي ناله في الإنتخابات النيابية، وهو غير مستعد لأن يتراجع قيد أنملة عن هذا الحجم.