تتوقع اوساط ديبلوماسية غربية ان تتلقف الساحة اللبنانية اهتزازات امنية، ولا سيما على الحدود المتاخمة مع سوريا، وان عواصم غربية واقليمية في هذه الاجواء من خلال المعطيات التي بحوذتهم باعتبار ان المعارك التي يخوضها التحالف الدولي على تنظيم «داعش» في كل من سوريا والعراق ستشتد وتزداد وتيرتها، هذا بالاضافة الى ما يجري في سوريا بين النظام والمعارضة اذ تتحدث بعض التقارير عن تفاعل وتيرة التصعيد الميداني وثمة من يشير الى حرب حاسمة وقاسية في القلمون على الحدود اللبنانية – السورية، وهنا تكمن المخاوف من التداعيات المباشرة لهذه المعركة على الداخل اللبناني، اذ ان اي توتر على هذه الحدود قد يتمدد الى مناطق اخرى.
وفي هذا السياق، كشفت معلومات امنية عن توجيه القيادة الامنية، كما السياسية في البلاد، الى وضع خطة طوارئ خاصة بالمرحلة المقبلة، ولكن من دون الاعلان عنها وستشمل بشكل خاص مناطق البقاع والشمال، بحيث تؤدي الاجراءات والمداهمات والعمليات الامنية التي سيجري تنفيذها الى قطع الطريق على اي «خربطات» امنية قد تقوم بها عناصر الخلايا النائمة المنتشرة في اكثر من منطقة حدودية بقاعا وشمالا، اضافة الى المناطق البعيدة عن الحدود. واضافت المعلومات نفسها، ان هدف الخطة غير المعلنة هو مواكبة المرحلة الثانية من الحرب الدولية على تنظيم «داعش» الارهابي والتي تتجه الى ان تكون اكثر فاعلية في ملاحقة العناصر الارهابية. وستشمل الاجراءات الغاء بعض المناسبات السياسية والوطنية والاجتماعية التي كانت مقررة في الاسابيع المقبلة، وذلك لدواع امنية.
وازاء هذه التطورات المرتقبة، فقد تحدثت المعلومات عن قلق بدأ يسيطر على اكثر من مرجعية دينية وسياسية نتيجة التشنج المذهبي الذي تفاقم في الفترة الماضية استنادا الى عوامل عدة على الساحة الاقليمية ومن بينها التصعيد على خط العلاقات السعودية – الايرانية وعودة هذه العلاقات الى نقطة الصفر. واعتبرت ان ابرز مؤشرات هذا التصعيد السجال المستجد بين تيار «المستقبل» و«حزب الله». وذلك بعد فترة طويلة من الهدنة الملحوظة. واكدت ان هذا التوتر سينسحب بقوة على الاستحقاق الانتخابي الرئاسي، خاصة وان الاجواء ما بين «المستقبل» و«التيار الوطني الحر» بدأت تتعكر بعدما كانت قد شهدت حالا من الهدوء اتت على خلفية لقاء العماد ميشال عون مع الرئيس سعد الحريري في باريس.
وفي هذا السياق، قرأت اوساط سياسية مواقف العماد عون الداعمة بقوة لـ «حزب الله» في هذه المرحلة اشارة الى عودة التحالفات السياسية الداخلية الى التشنج والسلبية وقطع قنوات التواصل ما بين اكثر من فريق سياسي. كما توقعت ترجمة سريعة للاشتباك السياسي على اكثر من ملف مطروح بحيث ستشهد المرحلة المقبلة انقسامات عدة تؤدي الى عرقلة عمل المؤسسات.