حركة حماس “خاصرة” إيران الرخوة… هل انطلقت رحلة تطبيق الـ 1559؟ –
فجاة وسط سلسلة الازمات التي يعيشها لبنان، استيقظ العرب والعالم على ضرورة تطبيق لبنان للقرارات الدولية، خصوصا القرار 1559، اذ ليس تفصيلا، توقُّف بيان جدة الذي صدر اثر اجتماع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، بما ومن يمثّل اوروبيا، وولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان، عند ضرورة “الالتزام بقرارات مجلس الأمن 1559 و1701 و1680 والقرارات الدولية ذات الصلة”، ولا ما تبعه من فقرة خاصة بلبنان من بيان مجلس التعاون الخليجي ، ولا كذلك المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا، دون ان ننسى كل التصاريح الدولية في هذا المجال.
صحيح ان هذه المواقف معروفة لناحية اولوية التزام لبنان قرارت مجلس الامن، ولم تتغيّر، الا ان اعادة تذكير بيروت بأن لا مفرّ من هذا التقيّد، بارزة، لا يمكن المرور عليها مرور الكرام، في ظل سلسلة الاحداث الاقليمية المتوترة وابرزها فشل المفاوضات الغربية الايرانية في الوصول الى اي نتيجة في فيينا، ومحاولة اسرائيل الاستفادة لتضرب ضربتها، بعد ان مهدت الارضية لها طوال اسابيع ماضية.
تحت هذا العنوان يمكن ادراج ما حصل في “البرج الشمالي” من حادث امني ، اكتسب اهميته من حيث مكانه، في منطقة ولاية القرار 1701 حيث يفترض ان يكون قطاع العمليات خال من اي سلاح غير شرعي وفقا لتعهدات الدولة اللبنانية، وتوقيتا، تزامنا مع الحركة المستجدة والمتعلقة بتطبيق القرارات الدولية ذات الصلة بخاصة القرار 1559، من قبل اكثر من جهة، واخيرا تداعيات،اذ انعكس الامر انفجار للخلاف بين حركتي حماس وفتح .
قد تصح اي من الفرضيات التي سيقت حول اسباب الانفجار، من “ماس كهربا” الى انفجار “قنينة اوكسيجين” من مخزون الاحتياط المخصص لحالات كورونا، الى من يرى ان ما حصل مرتبط بعمل امني – استخباراتي محكم، يندرج في اطار خطة ستظهر الايام والاسابيع المقبلة صحتها واهدافها، خصوصا ان بعض المعطيات التي رافقت “الانفجار” تعزز هذه النظرية وابرزها: القتيل الذي نعته حماس هو “خبير متفجرات”، التضارب في المعلومات و”الضعضعة” التي سادت عقب الانفجار فورا ، حيث بدأ كل من مسؤولي الحركة “فاتح عا حسابو” يجزم بوجهة نظره بما فيها فرضية الاعتداء الاسرائيلي، الافلام التي وزعت والتي تظهر السنة النيران واصوات المتفجرات، والتي قالت بعض المصادر انها ناتجة عن اختلاط الاوكسيجين بالمازوت بالمفرقعات النارية، ما يشبه الى حد ما بعضا مما حصل في العنبر رقم 12، فإفدات الشهود العيان عن ادخال مجموعة من “صناديق” الحصص الغذائية الى المسجد لتوزيعها على المحتاجين.
يضاف الى كل ما سبق، ما ورد في تقرير لصحيفة “جيروزاليم بوست” نقلا عن تقرير لمركز أبحاث “ألما”، قبل اسبوعين ، والذي تحدث عن تفعيل حركة حماس لنشاطها العسكري والامني في لبنان، وفقا لهيكلية جديدة، مقدما تفاصيل مثيرة حول ما يجري على الارض ، حيث فعلت حركة حماس نشاطها العسكري والامني في لبنان، تحت اشراف قيادة القسام داخل غزة، التي اتبع لها “مكتب البناء” برئاسة ويليام أبو شنب، الذي خضع لتدريب احترافي على الطائرات بدون طيار في إيران وإندونيسيا، ونائبه براء فرحات وهو ضابط استخبارات الوحدة، المختص في جمع المعلومات الاستخبارية التكتيكية، إلى جانب خليل عزام، والذي مهمتهم بناء وتطوير القدرات العسكرية لحماس في لبنان وسوريا، حيث تعمل هذه الوحدة في خمس مناطق رئيسية في لبنان، بيروت وطرابلس والبقاع وصيدا وصور، فيما يقود كل من خالد علي، محمد جبارة وحدتان مختصتان بتطوير وتصنيع الأسلحة من صواريخ وطائرات مسيرة وغواصات صغيرة يتم التحكم فيها عن بعد.
وتضيف “يديعوت احرنوت” على ما تقدم، ان الوحدة الجديدة يتم تدريبها من قبل خبراء ايرانيين يرجح من الحرس الثوري، وليس حزب الله، كاشفة ان هذه الوحدة نفذت اولى عملياتها ضد اسرائيل خلال معركة “سيف القدس” من خلال اطلاقها اربعة صواريخ لم تنجح بالوصول الى اهدافها. المهم في هذا السياق ،وفقا لمصادر متابعة التركيز الاسرائيلي على عودة حركة حماس الى الحضن الايراني خصوصا بعد مواجهة غزة الاخيرة، وهو ما يجعل من الحركة هدف اساسي حاليا ،بوصفها الخاصرة الايرانية الرخوة .
اذا وفقا لكل المعطيات السابقة، وفي ظل غياب اي بيان رسمي لبناني يوضح حقيقة ما جرى، حيث انه لولا “اطفائية” الدفاع المدني التي دخلت المخيم للمساهمة في اطفاء النيران، لكان يمكن الحديث عن غياب كامل للدولة اللبنانية، التي حتى بقيت استنابة المدعي العام رهيف رمضان “حبرا على ورق”، ومع غياب اي من قضاة تحقيق العسكرية عن ساحة الحدث في ظل الطوق الامني الذي فرضته حماس، يمكن تبني بنسبة كبيرة فرضية العمل العسكري – الامني الاستخباراتي الذي نفذ من خلال عملية خرق واضحة لاجراءات الحركة، قد يكون من خلال احد عناصرها او من خلال عناصر خارجية، المح ما بين اسطر بيانات الحركة انهم قد يكونون من عناصر فتح.