فرضت الأحداث الأمنية نفسها على الساحة الداخلية، وبات الحديث الرئاسي هامشياً في ظل أجواء ومعلومات تؤكد أنه وحتى شهر أيلول الذي يعول عليه لإنطلاق الحوار وإنتخاب الرئيس، قد لا يشهد أي تقدّم أو أي إيجابيات، فلا حوار سينجح أو أن هناك إنتخاب رئيس بإعتبار هناك إعادة خلط الأوراق في الداخل والخارج منذ حرب مخيم عين الحلوة، وبالتالي تمترس كل فريق خلف مواقفه مما يعني أن الأمور معقّدة وصعبة.
وينقل وفق مصادر دبلوماسية غربية بأن لبنان لم يكن في الفترة الماضية ولن يكون حالياً أولوية على الرغم من إهتمام اللقاء الخماسي به، لا سيما أن هناك تطورات ميدانية على صعيد الحرب الروسية – الأوكرانية ويمكن أن تمتد إلى دول أوروبا الشرقية، وعلى هذه الخلفية فالأجواء صعبة في لبنان ولكن هناك مساعٍ من أجل أن يطرح أسم أو أسمين خلال شهر أيلول، فإذا تم التوافق على أحدهما فقد تمرر تسوية وينتخب الرئيس، لكن هذا من الفرضيات أو في إطار التداول وليس من مُعطى يحسم أن الرئيس سينتخب خلال شهرين أو ثلاثة، إلا في حال حصلت تطورات أمنية دراماتيكية كبيرة، عندها قد يحصل إجتماع خاطف وسريع للأفرقاء اللبنانيين ويفرض رئيس للجمهورية بعد الحسم من قبل اللقاء الخماسي، وإلّا فإن أمد الشهور سيستغرق إلى نهاية العام الحالي وربما أكثر من ذلك، وهناك أكثر من سيناريو يتم التداول به في هذه المرحلة ربطاً بالأجواء الحالية، لذا لبنان دخل في مرحلة صعبة سياسياً وأمنياً، فيما الخريف قد يشهد أيضاً محطات وتظاهرات على خلفيات مطلبية تربوية وسواها وخصوصاً أن الوضع الأمني النقدي ممسوك حالياً، لكن كل الإحتمالات واردة في حالة تفلتت الأمور وعاد الدولار إلى الإرتفاع.