IMLebanon

الرواية الأمنية للعملية الرباعية: ترويع القاع واسترهانها

«القدرة الإلهية وسهر الجيش وبطولة مواطن هي التي حمت لبنان أمس من مسلسل تفجير إرهابي كان يهدف الى إنزال أكبر عدد ممكن من الضحايا الابرياء في مخطط لو قيض له التحقق لكان أكثر مشهد ترويع وقتل وسفك دماء».

هذه خلاصة الرواية الامنية لما حصل فجر امس في بلدة القاع في البقاع الشمالي من تفجيرات انتحارية متتالية، أظهرت وصول الإرهابيين الى مرحلة من الاختناق وعدم القدرة على التسلل الى العمق نتيجة الإجراءات وعمليات الرصد والمتابعة التي ينفذها الجيش بالتنسيق مع الاجهزة الامنية.

وفق الرواية الرسمية الأمنية، أن الارهابيين تسللوا الى بلدة القاع، وصودف أن أحد المواطنين من آل مقلد يقطن في منزل مستأجر في البلدة كان يحيي ليلة القدر داخله، فشعر بحركة غريبة في الخارج، وعلى الفور، فتح باب منزله وسأل مَن في الخارج؟ فجاءه الجواب «نحن من مخابرات الجيش»، إلا أن مقلد ارتاب من الأمر وأصر على معرفتهم وحصل تلاسن، دخل بعده مقلد الى المنزل وأحضر سلاحاً حربياً واطلق النار في الهواء، فعمد أحدهم الى تفجير نفسه وأصيب مقلد ونجله، وكانت الساعة تقارب الرابعة وعشرين دقيقة.

بعد دقائق معدودة، وصلت دورية من الجيش الى مكان التفجير الأول، فعمد الانتحاري الثاني إلى تفجير نفسه ما أدى إلى إصابة اربعة عسكريين.

وعند وصول سيارة اسعاف من البلدة لنقل الجرحى، قام الانتحاري الثالث بتفجير نفسه فقتل سائق الإسعاف ومرافقه.

بعد ذلك، تجمّع المواطنون لإغاثة الجرحى ونقل الضحايا، فعمد الانتحاري الرابع الى رمي رمانتين يدويتين انفجرت إحداهما وفجّر نفسه فقتل ثلاثة مواطنين، لتكون الحصيلة خمسة شهداء وخمسة عشر جريحاً بعضهم في حال الخطر.

في الاحتمالات، تتركز تحقيقات الجيش حول أربعة منها:

1ـ استهداف نقاط تجمع العسكريين الذين ينتقلون عبر حافلات تمر في المنطقة الى مراكز خدمتهم.

2 ـ تفجير نقطة جمارك في المنطقة عند ساعة الاكتظاظ.

3ـ تنفيذ مجزرة مروعة في بلدة مسيحية، وبالتالي ترويع الناس ودفعهم الى مغادرتها، وبالتالي فرض سياق مختلف في المواجهة مع الإرهاب, وهو الاحتمال الأرجح.

4 ـ التجمّع والاختباء تمهيداً لتحديد ساعة الصفر والانتقال إلى أماكن أخرى وتحديداً الى حسينيات ومساجد في بلدات مجاورة، حيث سيكون إحياء الليلة الثالثة والعشرين من ليالي القدر والتي تشهد عادة كثافة كبيرة في الحضور.

تشير المعلومات الأمنية إلى أن العمل جارٍ لتحديد كيفية تسلل الإرهابيين والمنطقة التي قدموا منها، وهناك عملية استقصاء وجمع معلومات وعدم إهمال لأي من المعطيات في مسرح الجريمة الذي شهد عملية مسح دقيقة، كما تجري عملية بحث وتعقب في محيط بلدة القاع وفي دائرة واسعة من البلدة، «ومن أبرز الاحتمالات ان يكون الانتحاريون قد قدموا من مخيمات النازحين السوريين المنتشرة في المنطقة والتي تضمّ عشرات آلاف النازحين».

وإذ تنفي مصادر أمنية «وجود انتحاري خامس لاذ بالفرار»، تؤكد أن ثلاثة من الانتحاريين «من التابعية السورية أما الرابع فلم تُعرف هويته بعد».

وختمت ان الجيش كان أول الواصلين وبالسرعة المطلوبة الى مكان التفجير الاول، ما أربك مخطط الإرهابيين الذين عمدوا الى تفجير أنفسهم تباعاً، الأمر الذي يثبت نجاعة الاجراءات الامنية المتخذة في الحدّ من قدرة الإرهابيين على التحرك والوصول الى نقاط متقدمة، وتنصبّ الجهود الموازية للتحقيق والتعقب على دراسة النقاط التي استفاد منها الإرهابيون في تسللهم لاتخاذ إجراءات إضافية وسد الثغرات إن وجدت».