Site icon IMLebanon

خطط أمنيّة تُدرَس لبيروت والضاحية والخط الساحلي

تركت مواقف الرئيس سعد الحريري وسائر نواب ومسؤولي تيار المستقبل حيال ما ادلى به النائب خالد الضاهر من مواقف غير مسؤولة ومسيئة لرموز دينية مسيحية، ارتياحا في الوسطين السياسي والشعبي وتحديدا على الساحة المسيحية، اذ نقلت مصادر في تيار المستقبل عن الرئيس الحريري، بعدما استمتع الى كلام النائب الضاهر، انه كان مستاء وغاضبا الى ابعد الحدود وقام باتصالاته سريعا لاتخاذ الاجراء اللازم من خلال تعليق عضوية النائب الضاهر في كتلة المستقبل. وبالتالي اراح هذا الموقف حلفاءه في قوى الرابع عشر من آذار وخصوصا المسيحيين وامام ذكرى الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي كان مثالا يحتذى في الوطنية والاعتدال ولا سيما ان الضاهر ذهب بعيدا في مواقفه دون ان ينظر الى هذا التواصل القائم بين المملكة العربية السعودية والمسيحيين في لبنان والمنطقة وزيارتي الرابطة المارونية والمجلس العام الماروني للسفير السعودي علي عواض عسيري.

وهنا تقول مصادر المستقبل ان الرياض مصرة على انتخاب رئيس مسيحي للجمهورية ويقوم سفيرها في لبنان، وفي اطار توجهات قياداتها، بالتواصل والتلاقي مع المرجعيات المسيحية السياسية والروحية، في حين ان تيار المستقبل يضم نخبة من قيادته من الطوائف المسيحية، وبالامس القريب كان لوزير العدل اشرف ريفي حراك لافت في طرابلس في فترة الاعياد المجيدة عندما دشن شجرة عملاقة بمناسبة الميلاد المجيد، وصولا الى تواصله الدائم مع مرجعيات المدينة المسيحية وادانته لأي اساءة تطاولهم. اذ يؤكد ريفي ان طرابلس عاصمة التعايش الوطني في الشمال واهلها الكرام لا يمتون للمذهبية والطائفية بصلة، واي تطاول على رموز دينية مسيحية او سواها، فذلك امر مرفوض ومستنكر والحريري رمز التعايش والاعتدال ولم يكن يوما يقبل او يغطي اي اساءة لأي مرجعية روحية.

من هذا المنطلق تشير المصادر الى ان ما جرى من تدابير واجراءات قام بها الحريري الى موقف ريفي ودوره الوطني الى جانب وزراء ونواب وقيادة تيار المستقبل في طرابلس والشمال، كان له الاثر البارز في ضرب حالات التطرف في الشمال وطرابلس، خصوصا ان الجميع يدرك ان مواقف الحريري ابان احداث طرابلس كان لها اليد الطولى في تحصين ودعم دور الجيش اللبناني في مواجهة الارهاب ورفع الغطاء عن كل المخلين بالامن ودعوته لضرب الارهاب دون هوادة.

لذا، تلفت مصادر المستقبل الى ان تلك الخطوات التي حصلت من الموقف الحاسم تجاه الضاهر، وصولا الى الخطة الامنية التي انطلقت في البقاع الشمالي وما سبقها من ازالة الشعارات والصور من العاصمة الاولى والثانية، لها مؤشرات ايجابية في تنفيس الاحتقان المذهبي والطائفي والشروع في التمدد باتجاه كل المناطق من قبل الجيش وقوى الامن الداخلي وسائر الاجهزة.

واشارت المعلومات الى ان الجلسات الحوارية المقبلة بين تيار المستقبل وحزب الله ستتناول موضوع الخطة الامنية لبيروت والضاحية، وقد يصار الى التوسع على الخط الساحلي من الاوزاعي الى صيدا، ما يعني ان هنالك غطاء سياسياً من شأنه ان يساهم في التهدئة وترسيخ الامن بمعزل عن الامور الاخرى حول مشاركة حزب الله في القتال الى جانب النظام السوري وموضوع سلاحه وقضايا تبقى ذات بعد اقليمي ولها علاقة بالدور والموقف الايرانيين، انما ثمة اجواء حول انكباب القادة الامنيين على دراسة الواقع الامني من جوانبه كافة عبر خطط هي موضع مواكبة ومتابعة قد تبصر النور خلال الاسابيع القليلة المقبلة.