انتقال مطلوبين إلى الرقة السورية
الأمن يستبق تحرك خلايا «داعش» على وقع معارك القلمون
مع تحرك تنظيم «داعش» في جرود القلمون وخوضه معارك ضارية مع «جبهة النصرة» بهدف استعادة سيطرته على تلك المناطق والتمهيد لخطوات أوسع، كثّفت الأجهزة الأمنية جهودها في رصد بعض الخلايا التي يمكن أن تنشط في الداخل، لا سيما في عكار والمنية والضنية، على وقع تلك المعارك.
وما دفع الأجهزة الأمنية الى التركيز على هذه المناطق، هو أنّ كثيراً من المتورطين مع «داعش» ممّن أوقفوا سابقاً فيها، اعترفوا أن التنظيم كلّفهم بزعزعة الأمن واستهداف مراكز عسكرية، مع وصول «داعش» على مقربة من الحدود اللبنانية. فـ «داعش» يريد إلهاء الأجهزة الأمنية، بما يسمح له بالتوغّل ضمن الأراضي اللبنانية وصولاً عبر عكار إلى منفذ على البحر.
وكانت مخابرات الجيش أوقفت خمسة أشخاص خلال الاسبوع الفائت في وادي خالد، بتهمة التواصل مع «داعش»، كما أوقفت المدعو و. م. في القبة بطرابلس.
وتشير المعلومات الأمنية إلى أنّ الموقوف الأخير يعتبر من المتهمين الخطرين، إذ بايع «داعش» مؤخراً، وبدأ بالتواصل معه وتجنيد عدد من الشبان لمصلحته.
لكن اللافت في نهاية الاسبوع الفائت أنّ دوريتين من القوة الضاربة في المخابرات حضرتا خصيصاً من بيروت الى منطقة الشمال، حيث داهمت الأولى أحد الأمكنة في منطقة الضم والفرز في طرابلس وأوقفت المدعو غ. ح. وداهمت الثانية إحدى القرى في وادي خالد وأوقفت شخصين هما س. ك. وم. ك. وقد تم اقتياد الموقوفين الثلاثة إلى وزارة الدفاع حيث بوشرت التحقيقات معهم.
وأشارت مصادر أمنية الى أن الموقوفين الثلاثة متهمين بالتواصل مع قيادة «داعش» في الرقة، وبتسهيل بعض أعمالها في الداخل اللبناني، لا سيما على صعيد التجنيد ونقل الشبان من وإلى سوريا.
وترجح المعلومات أن تؤدي اعترافات الموقوفين الى كشف المزيد من المتورطين مع المجموعات الارهابية، وأن أول الغيث كان مستودع الأسلحة في مشتى حسن الذي عثرت عليه مخابرات الجيش.
وضمن هذا الإطار، تابعت «شعبة المعلومات» في الأمن العام اللبناني ما كانت بدأته على صعيد تفكيك الخلايا العنقودية المرتبطة مع المجموعات الارهابية في الضنية والمنية، وهي نجحت بعد فترة من عمليات الرصد والمتابعة من توقيف خمسة أشخاص اثنان في الضنية هما: م. م. وهـ. م. واثنان في المنية هما: ر. م. وأ. س. كما أوقفت شخصا في بلدة القلمون جنوب طرابلس، ويدعى م. ع. وقد نقلوا جميعا الى مديرية الأمن العام في بيروت حيث بوشرت التحقيقات معهم.
وتقول مصادر أمنية لـ «السفير» إن الموقوفين ينتمون الى «جبهة النصرة» وقاتلوا الى جانبها في القصير، قبل أن يعودوا الى عرسال حيث عملوا على نقل كميات من السلاح والمتفجرات من البقاع الى الشمال، وتدرب بعضهم على كيفية تصنيع العبوات الناسفة والأحزمة الناسفة.
وضمن هذا الإطار، علمت «السفير» من مصادر أمنية واسعة الاطلاع أن بعض الرؤوس الكبيرة المطلوبة بتهم قتل عسكريين واستهداف مراكز ودوريات للجيش، والمنتمية الى «داعش»، قد تمكنت بمساعدة وسطاء من الانتقال من الشمال الى البقاع ومنه الى عرسال. ومن هناك، انتقلوا إلى مدينة الرقة السورية والتحقوا بقيادة «داعش»، ومن أبرز هؤلاء طارق الخياط ونبيل سكاف اللذين يعتبران من أبرز المطلوبين الى جانب شادي المولوي الذي لا يزال متواريا عن الأنظار في مخيم عين الحلوة.
وأضافت هذه المصادر أن الأجهزة الأمنية على اختلافها قد أخذت علما بانتقال الخياط وسكاف الى الرقة السورية، وإنها بدأت بتبديل أولوياتها على صعيد ملاحقة المطلوبين.