IMLebanon

تطمينات أمنية تخرق حاجز الخوف والهلع

 

ساد الخوف بين صفوف اللبنانيين أخيراً، بُعيد ما نُشر من تهديدات قد تطاول لبنان في الأيام المقبلة، لكن رغم سوء الأوضاع الأمنية، أثبتَت القوى الأمنية جَدارتها في ضبط الأوضاع وصَدّ الإرهاب وإبادته، وطمأنَت اللبنانيين واعدةً إيّاهم بأيام هادئة.

بعدما أحبَط الجيش عمليتين إرهابيتين على درجة عالية من الخطورة، كان تنظيم «داعش» قد خطّط لتنفيذهما، ويقضيان باستهداف مرفق سياحي كبير ومنطقة مكتظّة بالسكّان، حيث تمّ توقيف خمسة إرهابيين وعلى رأسِهم المخطّط، وفيما أكّد الجيش أنّ التحقيق مستمرّ بإشراف القضاء المختص، شدّد مصدر عسكري لـ«الجمهورية» على «السطر الأخير الوارد في البيان، وهو أنّ التحقيقات مستمرّة، وأنّ صدور البيان في الشكل الذي صَدر فيه هو للتأكيد للمواطنين أنّ عينَ الجيش ساهرة، ومديرية المخابرات تقوم بكلّ المطلوب، وللطمأنة إلى أنّ هذه الشبكة التي سَقطت تدل على أنّ الخطر زال نسبياً، وسيُصار في الأيام المقبلة إلى إعلان كلّ التفاصيل لبثّ مزيدٍ مِن الطمأنينة بين الناس»، مشيراً إلى أنّ «كلّ المتداول غير صحيح ويصبّ في خانة الشائعات، وأنّ البيان الذي صَدر هو ما يعبّر عن موقف قيادة الجيش ومديرية المخابرات، وكان هناك دقّة في كتابة كلّ كلمة فيه».

وكشفَ المصدر أنّ «الجيش أجرى اتّصالاته مع أهالي القاع لسحبِ السلاح من الشارع، وتهدئة الخطاب، وكان هناك تجاوبٌ تامّ، خصوصاً أنّ الجيش نشَر القوّة المطلوبة بالعَدد الكافي واللازم لتأمين المنطقة، ووضع الخطة المناسبة لحماية البلدة والجرود، ولا خوفَ من أيّ تسَلل، فما حصَل ممكن أن يحصل في أيّ مكان والدليل ما حصل في مطار تركيا المصنّف كأحد أهمّ مطارات المنطقة»، موضحاً أنّ «الإرهابيين فجّروا أنفسَهم بهذا الشكل لأنّهم مكلّفون بمهمّة معيّنة، ويُطلب منهم في حال فشلوا في الوصول إلى هدفهم، تفجير أنفسِهم في أقرب مركز عسكري، وهو ما يُبرّر حصول العملية في هذا التوقيت وهذه الطريقة».

إذاً، يستحيل أن تكون جولات المواجهة ضدّ الإرهاب كلّها رابحة، ذلك أنّ احتمالات الخطر والاختراق تبقى قائمة دائماً، حتى في أكثر الدول المتقدمة، على رغم أنّ الأجهزة المعنية نجَحت في إفشال عملية القاع، والنتيجة خيرُ دليل إذا ما قيسَ عدد الانتحاريين بعدد الضحايا، حيث تكفي مراجعة حصيلة أيّ مِن تلك العمليات في أيّ دولة لتبيان الحقائق، فهذه الحرب لا تتمّ برشّاش مِن هنا أو مسدّس من هناك، بل هي عملية مستمرّة تخضع لمعطيات دقيقة كثيرة.

أمّا الجديد في هذا الملف، فهو توافر معلومات جديدة لا تزال قيد التحقيق والتدقيق، تشير الى أنّ الإرهابيين كانوا موجودين في منزل المدعو (ن.ش.) البعيد نحو 50 متراً عن المنزل الذي استُهدف في الانفجار الأول، وهو منزل مغاير لذلك الذي أظهره الإعلام، ومَكثوا فيه قبل 24 ساعة من تنفيذ العملية، علماً أنه كان مقفلاً وأصحابه في بيروت، فخلعوه ودخلوا، وعثر داخل المنزل على بقايا متفجرات.

وتفيد المعلومات أنّ «فاناً كان قد دخل البلدة، وبعد الانفجار الأول غَيّر وجهة سيره وخرج، ومن الممكن أنّ هدف دخوله كان لنَقل الانتحاريين إلّا أنه ترك البلدة بعد سماع صوت الانفجار».

بعد كلّ عملية إرهابية تبدأ الشائعات والأقوال، فيُصاب المواطنون بحال من الهلع والفزع، ويتفرّد الإعلام بنشر السبقِ الصحافي، عِلماً أنّ أذنَ الشعب يجب أن تُدار إلى القوى الأمنية فقط، فهي المصدر الموثوق الوحيد، وهي الحريصة على مواطنيها، ولن توفر أيّاً مِن الإجراءات والتنبيهات للحفاظ على سلامتهم.