يعيش لبنان على صفيح ساخن وتحديدا في هذه المرحلة بالذات اذ يظهر جليا ووفق معلومات مؤكدة ان لدى الاجهزة الامنية المختصة تقارير امنية مؤادها ان الارهاب قد يضرب في اي وقت واي منطقة ومكان، ربطا باحداث سجن رومية، وبعد الخطة الامنية لوأد الانتفاضات واعمال الشغب في هذا السجن وصولا الى البيانات المتتالية لـ «جبهة النصرة» و«داعش» وتهديداتهما للحكومة اللبنانية والجيش اللبناني وتذكيرهما باستعمال ورقة المخطوفين العسكريين كاداة ضغط على الدولة اللبنانية.
ومعظم السياسيين العائدين من العاصمة الفرنسية، يؤكدون بان فرنسا اليوم اثر ما تعرضت له غير ما قبلها وحتى اوروبا الى الولايات المتحدة الاميركية والعالم العربي باسره، وعليه ان هذه المعطيات والملفات لها تداعيات جد خطيرة وسلبية على مجمل الاوضاع في لبنان.
وفي غضون ذلك تتذكر مصادر في «تيار المستقبل» يوم اعتداءات الحادي عشر من ايلول العام 2001، كيف تحرك الرئيس الشهيد رفيق الحريري اثر هذه الاعمال الارهابية وقال امام بعض زواره ساتوجه فورا الى واشنطن وهذا ما حصل، اذ كان الرئيس الشهيد اول مسؤول عربي يلتقيه الرئيس الاميركي جورج بوش حينذاك، وهدف من تلك الزيارة للقول للعالم بان الاسلام براء من تلك الاعمال المدانة والتي لا تعبر عن الدين الاسلامي الحنيف المبني على التسامح والمحبة، ذلك الدور الذي اضطلع به الرئيس الشهيد في تلك المرحلة، ادى الى ايجابيات كثيرة على المستويين اللبناني والعربي، واليوم يعيد التاريخ نفسه من خلال الموقف الذي صدر عن الرئيس سعد الحريري استنكارا للارهاب الذي ضرب باريس وتوجهاته على المستويين السياسي والاعلامي لادانة ما جرى في فرنسا وبالتالي هذا الموقف من زعيم تيار المستقبل ايضا كان له الوقع الايجابي لبنانيا وعربيا.
من هذا المنطلق تضيف مصادر المستقبل، ان موقف الحريري المتقدم والتضامني مع الدولة الفرنسية، ترافق مع ما قام به اثر انفجاري جبل محسن ان على مستوى الادانة والتضامن مع ابناء الجبل الى تبرعه بالتعويض على المتضررين جراء هذا العمل الارهابي، فذلك لعب دوره في ضبط الوضع في طرابلس والبلد بشكل عام الى الخطوات اللاحقة، من قبل وزير العدل اشرف ريفي الذي احال هذه الجريمة على المجلس العدلي وزيارة وزير الداخلية نهاد المشنوق وتفقده جبل محسن، فتلك الحركة والمواقف الحريرية اتسمت بالعقلانية، خصوصا ان بعض الاجهزة الامنية ووفق معلومات مؤكدة لديها الكثير من التقارير خصوصا من قام بالتفجير في جبل محسن اعتقد ان ردات الفعل ستحصل في مكان آخر وعندئذ تستعر حرب في طرابلس والشمال واماكن اخرى وهنا ابدى الرئيس بري وفق ما نقل عنه من مقربين تقديره للدور الذي قام به الرئيس الحريري اثر انفجاري جبل محسن، مقدرا هذه الخطوات التي يضطلع بها الحريري، وبالتالي تبين للقاصي والداني مدى اهمية الحوار الذي انطلق بين تيار المستقبل وحزب الله وحيث اثبت جدواه من خلال التعاطي السياسي والاعلامي وموقف الشارع بعد العمل الانتحاري الارهابي في جبل محسن.
وتشير مصادر المستقبل الى ان الجلسات الحوارية المقبلة، ستدرس وتتطرق الى العناوين المطروحة على بساط البحث كما كانت الحال لمسألة سرايا المقاومة وان لم تصل الى النتائج المطلوبة وبمعنى آخر فالوصول الى حلول سريعة هذا الامر لم يكن مفاجئا لاحد نظرا لارتباط معظم العناوين بالمعطى الاقليمي. وبالتالي الهدف المنشود والعنوان الاساسي للحوار يتمحور حول تنفيس الاحتقان المذهبي وضبط ايقاع الشارع لا سيما وان الجميع على معرفة وثيقة بما يحيط بلبنان من مخاطر كبيرة واي عمل امني سيترك تداعياته على الساحتين السنية والشيعية مهما كان الحدث وحجمه في ظل ما يحصل من اليمن الى العراق وسوريا، واكدت المصادر نفسها ان الجلسة المقبلة للحوار ايضا كما ما سبقها، ستسلط الضوء على ما يجري في الشارع عبر خطوات تقييمية وقد ابدى الطرفان المتحاورين في الاجتماع السابق ارتياحهما لاجواء الناس ما يشير الى ان هذا الموضوع سيبقى دائما محور اهتمام الجانبين لما له من اهمية قصوى.