تبدو بصمات القوات اللبنانية واضحة في محاولة استدراج فتنة إلى منطقة رميش (بنت جبيل)، مع ارتفاع وتيرة التهجم على جمعية «أخضر بلا حدود» التي يعمل عناصر منها في نقطة حرجية حدودية في منطقة سموخيا جنوب بلدة رميش (بنت جبيل)، عبر التحريض على إثارة المشكلات بين البلدة ومحيطها تحت عنوان «الاعتداء على الملكيات»، فيما لا يبدو رئيس البلدية ميلاد العلم بعيداً عما يجري.
وتتصل هذه المنطقة مباشرة بالنقاط الحدودية، واستغلها سابقاً مهربون لنقل مخدرات وأمور أخرى بين جانبي الحدود، كما تبيّن أن العدو استخدم هذه النقاط «الرخوة» لتنفيذ عمليات استطلاع داخل الأراضي اللبنانية، ونفّذ قبل فترة أعمال تجريف واسعة قبل أن يتلقى تهديداً مباشراً من المقاومة أجبره على الانسحاب، وترافق ذلك مع أعمال تحطيب قام بها مواطنون من البلدة والمنطقة.
وبعد إقفال النقاط التي كان العدو يستغلها وتعطيل عمليات تهريب واسعة للمخدرات وأحياناً لأفراد، نفّذت جمعية «أخضر بلا حدود» ورشة لإعادة تشجير المنطقة، ولذلك لجأت إلى شق طريق ترابية نحو المنطقة التي يقع جزء منها ضمن مشاع غير معروف الملكية، وبعضها الآخر محل خلاف على ملكيته. إذ إن عائلات من أصول فلسطينية من بلدة المنصوري تدّعي ملكية مساحات واسعة من الأرض هناك، إضافة إلى أراض تعود لأبناء رميش وهي موضع نزاع على الحصص نتيجة وجود مئات الورثة.
قبل ثلاثة أيام قصد عدد من أبناء رميش أراضي يملكونها قريبة من نقطة تمركز الجمعية، قصدوا أراضيهم، ووقع سجال بينهم وبين أعضاء في الجمعية أرادوا التأكد من ملكيتهم للأرض. وبعد اتصالات بين فعاليات من البلدة وحزب الله لاحتواء الموقف، استغل عناصر تابعون للقوات اللبنانية السجال ونظّموا احتجاجاً وأحرقوا خيمة يستخدمها أعضاء الجمعية. وشن هؤلاء حملة على مواقع التواصل الاجتماعي ضد «الاحتلال الفارسي»، كما انخرطت البلدية في السجال، فأصدرت بياناً تماهى مع الخطاب القواتي، علماً أن معظم أبناء البلدة لا ينتمون إلى القوات، كما أصدر عدد من شباب البلدة بياناً باسم «أهالي بلدة رميش»، على مواقع التواصل الاجتماعي، جاء فيه أن «أراضي رميش وأملاكها وأرزاق الأهالي مستباحة من قبل قوى الأمر الواقع، حيث تقوم هذه القوى بجرف مساحات واسعة من الأراضي واقتلاع الأشجار وعمل إنشاءات»، وناشد البيان «بلدية رميش والمسؤولين في الدولة والكاردينال الراعي التحرك السريع لوقف التحديات والتعديات ووضع حد لكل هذه الممارسات التي تسيء إلى العيش المشترك».
أصدر قواتيون بياناً باسم «أهالي رميش» وهاجموا «الاحتلال الفارسي»
وفي وقت لاحق عقد اجتماع في البلدة بين أصحاب الأراضي القريبة من نقطة الجمعية وممثلين عن حزب الله. وبحسب مصدر مطلع فإن أصحاب الأرض لم يطلبوا من العناصر ترك المكان، ولم يعتبروا أن ما يحصل اعتداء، وأكدوا على ضرورة التعايش السلمي، وأن المطلوب هو تصويب حدود الطريق المؤدية إلى نقطة الجمعية بشكل يبين الحدود الصحيحة بين الأراضي.
يذكر أنه قبل نحو ثلاثة أشهر حاول عناصر من الجمعية في منطقة قريبة من موقع قطمون الحدودي في البلدة منع الاعتداء على أحراج البلدة، أسوة بما يحصل في أماكن حرجية حدودية أخرى، لكن عناصر من القوات اللبنانية في البلدة أثاروا الموضوع وكأنه تهديد للسلم الأهلي واعتداء على أملاك البلدة. وقد حاولت «الأخبار» الاتصال برئيس البلدية لأخذ رأيه فردّ بأنه خارج البلاد.