Site icon IMLebanon

الفتنة نائمة لعن الله من يوقظها  

كان لافتاً أنّ سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان ممتعض جداً بسبب إلغاء عطلة يوم الجمعة وهو الذي يرفض رفضاً قاطعاً هذا الإلغاء لعدة أسباب أهمها ديني ووطني وإلى هذا وذاك حرصاً منه على المساواة بين الطوائف خصوصاً أنّ لبنان البلد العربي الوحيد الذي يعيش فيه المسلمون والمسيحيون بنسبة 50% بـ50%…

لذلك، وانطلاقاً من صيغة العيش الواحد أو العيش المشترك كيف يكون يوم الأحد يوم عطلة من أجل أن يمارس الإخوة المسيحيون شعائرهم الدينية بينما لا يسمح للمسلم بأن يمارس الشعائر الدينية الاسلامية المتمثلة بالصلاة يوم الجمعة التي هي أساس في الدين، وهو مرتاح، إذ على الموظف المسلم أن يعود الى عمله بعد ظهر الجمعة!

وفي الوقت الذي يعالج سماحته هذه المشكلة مع المسؤولين الحكوميين ابتداءً من رئيس الحكومة الى جميع القيادات الاسلامية والوطنية جاء من يزايد على هذا الموضوع ويستغل إسم رئيس المحاكم الشرعية الذي يستعمله لتوجيه الرسائل ساعة الى رئيس الجمهورية وساعة الى رئيس المجلس النيابي وساعة الى رئيس الحكومة وساعة الى المفتي نفسه والمفتي الجعفري وساعة الى شيخ عقل الطائفة الدرزية(…) والأنكى أنّ هذا الذي يدّعي الغيرة على الدين ليس لبنانياً بل حلبي الأصل وليس مسلماً بل هو مسلم ارثوذكس علماً أنه كان يعمل في اصلاح مولدات الكهرباء وفجأة أصبح تاجراً، هذا بالإضافة الى دور ذلك القزم الذي لعب بالمفتي السابق وورطه بمواقف مسيئة أقلها أن يقف ضد رئيس الحكومة وحرّضه على مواقف سببت انشقاقاً في الطائفة السنيّة… وكان لافتاً كذلك أنهم أخذوا يستشهدون بخطب ومواقف الشهيد المفتي الشيخ حسن خالد بما يتعلق بعطلة يوم الجمعة… وأنّ هذه المسألة أسقطت الحكومة آنذاك، وكأن المطلوب أن يحصل اليوم ما حصل في ذلك الحين وأنّ الموقف الثابت للمفتي السابق جاء في فترة ولايته، وكذلك مواقف سماحة المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان… وهذا جيّد ومهم إلاّ أنّ ما يثير الإستغراب، وهذا ليس بريئاً، هو التصويب على الحكومة وبالتحديد على شخص رئيسها، والتحريض والسعي الى الفتنة باستغلال واضح لهذه المسألة التي لا ينكر أحد حق المطالبة بها وفي المقدمة دولة الرئيس سعد الحريري.

واليوم هناك تظاهرة تطالب بالعودة عن القرار الذي ليس في مصلحة أحد… وما نراه مناسباً وطبيعياً أنّ هناك صيغتين لحل هذه المشكلة:

– الصيغة الأولى هي عودة الى ما كنا عليه أي أن نعطل الساعة 11 صباح يوم الجمعة ويذهب المسلم الى الجامع للصلاة…

– الصيغة الثانية يكون دوام العمل يوم الجمعة لغاية الساعة الحادية عشرة صباحاً، ويكون الدوام يوم السبت لغاية الساعة الواحدة ظهراً.

ولا نظن أنّ الدنيا ستتغيّر إذا عطلنا يوم الجمعة الساعة 11.

وهنا نتذكر المرحوم كمال جنبلاط الذي كان يقول إنّ الدول المتخلفة مثلنا عليها أن تعمل ليلاً ونهاراً لكي تعوّض ما فاتها ولتصبح دولاً متقدمة، أو على طريق التقدّم والتطوّر.

عوني الكعكي