IMLebanon

إلى اللقاء في جلسات انتخابية أخرى..!

عملية خلط الأوراق السياسية، على إيقاع الاستحقاق الرئاسي، لم تحقق النتائج المتوخاة منها، خاصة الشغور في رئاسة الجمهورية!

لا إقدام تيّار المستقبل على ترشيح الوزير سليمان فرنجية، وفتح قنوات التواصل بين قطبين من فريقي 14 و8 آذار، استطاع أن يحقق خرقاً في الأزمة الرئاسية.

ولا إقبال «القوات اللبنانية» على تبني ترشيح العماد ميشال عون، في إطار مصالحة فورية وسريعة، فتحَ المجال أمام قطار الرئاسة للتقدّم على سكة بعبدا.

ولا حتى استعداد الرئيس الحريري، على ما يبدو وأشيع طوال الأسبوع الماضي، لتأييد ترشيح «جنرال الرابية» قد ساعد على تخطي العقبات المحلية والخارجية، التي تحول دون وصول مؤسس «التيار البرتقالي» إلى بعبدا.

وطبعاً، لا ننسى أن الحوار المستمر، على تقطّع، بين تيّار المستقبل و«حزب الله»، لم يُضف شيئاً إلى الحراك الذي ينشط حيناً، ويخبو أحياناً حول الاستحقاق الرئاسي!

أين القطبة المخفية إذاً؟

ولماذا تستمر الانتخابات الرئاسية على تعثرها؟

* * *

يبدو أن حسابات الأفرقاء السياسيين، لم تتطابق بعد مع حسابات بيادر الأطراف الإقليمية والدولية، سواء التي تدير الصراعات في الإقليم، أم تلك التي تخوضها في الميدان بشكل غير مباشر!

في مراحل سابقة، أضاع اللبنانيون فرصاً ثمينة، كان يُمكن من خلالها «لبننة» الانتخابات الرئاسية، وعزلها عن المحيط الملتهب، ولكن خلافاتهم التقليدية، وتنافساتهم المصلحية، أغرقتهم في العجز المخجل عن إتمام الاستحقاق الرئاسي لا في موعده الدستوري، ولا على امتداد خمس وأربعين جلسة انتخابية خلال الثلاثين شهراً الماضية.

في الفترة الأخيرة، لم يعد مُتاحاً للقوى السياسية اللبنانية، إنقاذ الانتخابات الرئاسية من دوّامة الحروب الدائرة في المنطقة، من اليمن إلى سوريا والعراق، فضلاً عن شمال سيناء وصولاً إلى ليبيا.

لبنان أصبح طرفاً في صراعات الإقليم، لأن أحد الأطراف السياسية البارزة، «حزب الله»، يُشارك بشكل مُعلن، في المعارك الدائرة في سوريا والعراق واليمن، ويُجاهر قادته، بتأييد بعض مكوّنات المعارضة المذهبية في البحرين، وتحوّلت خطابات الأمين العام للحزب إلى منابر لشن الحملات ضد المحور العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية، لمصلحة المحور الفارسي الذي تقوده طهران وحلفاؤها في الإقليم.

ولأن الترشيحات الرئاسية الأكثر تداولاً تدور حول شخصيتين تنتميان إلى ما كان يُعرف بفريق 8 آذار، وعلى علاقة تحالف وثيقة مع «حزب الله» وحلفائه الإقليميين، بات من الصعب توقع تمرير الانتخابات الرئاسية، بمثل هذه البساطة في جلسة 31 تشرين الأوّل، أو الجلسات التالية بعدها، طالما بقيت الصراعات الإقليمية حولنا على حدّيتها.

* * *

هل لو كان ثمة مرشّح وسطيّ توافقي يُصبح الاستحقاق الرئاسي بمتناول اليد اللبنانية؟

ربما..!

لكن ثمّة أطراف فاعلة، في مقدمها «حزب الله» والتيار العوني، ترفض مجرّد البحث بمرشح توافقي!

إلى اللقاء في جلسات انتخابية أخرى، بانتظار أن يقضي الله أمراً كان مفعولا!!