IMLebanon

اطلب العلم ولو في الصين

هذا الحديث السائر حول طلب العلم الذي هو أهم عنصر في الحياة ينطبق على الزيارة التي قام بها سمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز الى الصين والتي لها عدة أهداف أهمها:

أولاً: الصين والهند هما البلدان اللذان يعتبران اليوم من أهم البلدان اقتصادياً في العالم. فمن حيث عدد السكان، يبلغ سكان الصين ملياراً و378 مليوناً و550 ألف نسمة، وبالنسبة للهند فعدد السكان يبلغ ملياراً و294 مليوناً و230 ألف نسمة، وهذا يوازي نحو 37٪ من عدد سكان العالم، وهذا يترجم بالموضوع الاستهلاكي والإنتاجي بالإضافة الى معدّل النمو الاقتصادي الذي وصل الى 9٪ في الصين التي تعتبر اليوم أهم بلد إقتصادياً في العالم.

ثانياً: في المعنى السياسي فإن المملكة العربية السعودية ضاق صدرها بالسياسة الاميركية وفي حالات عديدة أصيبت بخيبة أمل منها خصوصاً في الموضوع الايراني حيث جاءت الرياح والوعود عكس ما يجب أن تكون، فالتمدّد الايراني على حساب العالمين العربي والاسلامي أصبح في مرحلة خطرة جداً خصوصاً بعدما وصلت الأمور الى اليمن، ولكنها بدأت في العراق إذ سلمت أميركا العراق الى إيران تسليم اليد وأطلقت العنان لطموحات الفرس ضد العرب كما لم يحدث أيام الشاه تحت نظرية محاربة الارهاب الذي لم يكن موجوداً في يوم من الأيام، خصوصاً أيام صدّام حسين ولكنه جاء مع غزو أميركا للعراق وما تبعه مباشرة من حل للجيش العراقي والانسحاب وترك الحرس الثوري يحكم العراق الذي يعيش أسوأ مرحلة في تاريخه خصوصاً بعد الاضطهاد والتنكيل اللذين يمارسهما الايرانيون في حق أهل السُنّة، بالاضافة الى إعطاء الأكراد دولة تمهيداً لتقسيم العراق حسب مصلحة إسرائيل.

ثالثاً: على الصعيد النفطي وكما هو معلوم فإن حاجة الصين تزداد الى النفط بسبب النمو الكبير والتقدّم الاقتصادي المتنامي، كذلك فإنّ المملكة بحاجة الى أسواق لتبيع نفطها، وهنا تلتقي المصلحتان مصلحة المملكة ومصلحة الصين.

رابعاً: إنّ المملكة تريد أن تعلن للملأ أنها منفتحة على مختلف بلدان العالم، وأنها ليست محسوبة على أحد، وأنّ مصلحة المملكة والعالم العربي والاسلامي فوق كل اعتبار.

وانطلاقاً من هذه المصلحة ومن مستقبل المملكة كانت زيارة ولي ولي العهد أكثر من مهمة أو ضرورية، وتوقيتها جاء في الوقت المناسب الذي تتخذ فيه المملكة قرارات إقتصادية داخلية وخارجية تاريخية لأول مرة في تاريخها.

عوني الكعكي