IMLebanon

الصحناوي ــ عبس: «كوبل» الأشرفية الى الانفصال؟

شكّل نقولا الصحناوي وزياد عبس، في السنوات الخمس الماضية، «كوبلاً» سياسياً في الأشرفية ترك علامة فارقة في هذه المنطقة البيروتية. الشابان الناشطان اللذان جمعهما التيار الوطني الحرّ تفرّقهما انتخابات رئاسة التيار، من دون أن يفسد الخلاف للودّ قضية

تختلف تجربة التيار الوطني الحر، الحزبية والسياسية، في الأشرفية عنها في بقية المناطق اللبنانية. هنا، بقي الوفاق سائداً طوال السنوات الماضية بين وزير الاتصالات السابق المرشح الى المقعد الكاثوليكي نقولا الصحناوي والمرشح الى المقعد الأرثوذكسي زياد عبس. استطاع الاثنان معاً تقديم صورة استثنائية عما يمكن أن يكون عليه وضع التيار الحزبي اذا تعاون ممثلوه وعملوا معاً بعيداً عن المناكفات.

فعلياً، خرق الشابان «تقاليد» العونيين في بقية الأقضية، حيث تضج البلدات بخلافاتهم فقط لا نشاطهم وخدماتهم، فكوّنا مزيجاً تصعب رؤيته لدى أي حزب آخر: وزير سياسي نشيط يهتم بالتفاعل مع الفئة الشابة، ومرشح قوي ممسك بتفاصيل التنظيم الحزبي من ألفه الى يائه، والعقل المدبّر لكل النشاطات الاستثنائية في دائرته.

لذلك، كان يُفترض ألا ينتهي شهر عسل الصحناوي ــــ عبس في الأشرفية أبداً… الى أن حطت أوزار معركة انتخابات التيار الداخلية في بيروت، لتفرّق بين الصديقين: يقف عبس اليوم الى جانب المشروع الذي يمثله النائب آلان عون فيما يضع الصحناوي غلّته في سلة وزير الخارجية جبران باسيل، ويقول مقربون منه انه تلقى وعداً من باسيل بتسلّم منصب نائب الرئيس في حال فوز الأخير، ولكن، برغم الاصطفاف، لا يزال الاثنان يُظهران صورة مختلفة عن المشهد العام بين الفريقين المتنافسين في التيار، ويحرصان على خوض منافسة ديمقراطية حقيقية لا تنتهي بخصام وعداوة كما هو حاصل في باقي المناطق.

بحسب أصدقائهما، اتفق عبس والصحناوي على ابقاء علاقتهما الشخصية ومع القاعدة الشعبية في منأى عن الخلافات الداخلية حتى لا ترتدّ سلباً على وضع الدائرة الموحد. لذلك سيعمد عبس الى جمع الشباب لتقديم مشروع باسيل اليهم، فيما سيقدّم الصحناوي مشروع عون في الأشرفية أيضاً. أما في الأيام العادية، فيعود المرشحان الى العمل كلّ لفريقه، ولكن لا يتوقع للديمقراطية «الجميلة» هذه أن تدوم طويلا، ما دامت بيروت تختزن نحو ألف صوت في دوائرها الثلاث، 600 منها في دائرة بيروت الأولى. ونظرا الى عدم وجود أي نائب عوني في الدائرتين الثانية والثالثة، تنسق هيئتا الدائرتين باستمرار مع عبس وصحناوي في ما يتعلق بخدمات الأهالي والنشاطات، ما يعني أن كل «مشروع» سيسعى بشراسة الى استمالة المحازبين نحوه لانجاح المرشح الذي يؤيده. ومع اقتراب المعركة من موعدها الفاصل «فإن الألف صوت يمكن أن تقرّر مصير حزب بأكمله ما لا يترك مكاناً للهدنة»، على حدّ قول أحد المسؤولين في هيئة بيروت.

أخيراً، بدأ الصحناوي حركته الانتخابية، وهو عقد حتى اليوم أكثر من ثلاثة لقاءات لأبناء الأشرفية في وزارة الخارجية بهدف تعريفهم الى باسيل واتاحة الفرصة له للحديث اليهم وتقديم رؤيته بصورة أوضح وجها لوجه. بينما لم يبدأ عبس نشاطه بعد، بل يتابع مجريات الأشرفية اليومية ومتطلبات أهاليها من خلال مكتب الخدمات الذي يديره في شارع السيدة منذ نحو ثلاث سنوات. وكان باسيل قد استقدم مدير مكتب نقولا تويني (أحد المرشحين على مقعد عبس) للعمل ضمن ماكينته، الا أنه ما لبث أن تخلى عن خدماته لعدم رغبته في استفزاز عبس وقاعدته. وحتى 20 أيلول، يبقى السؤال الأبرز حول ما اذا كانت هذه الانتخابات ستحدد ما هو أكثر من هوية رئيس الحزب، اذ يتوقع أن يفرز صندوق أصوات الملتزمين القدرات الحقيقية لكل من الصحناوي وعبس، بعدما عملا معاً منذ أكثر من خمس سنوات؟