لم ينته ملف الاعتداءات على الأملاك العامة في عكار فصولا، فبعد فضيحة سرقة رمول شاطئ عكار وبيعها من قبل عدد من التجار والسماسرة، بغطاء أمني واضح، إضافة الى الاعتداءات التي تطال غابات عكار الفريدة من نوعها في منطقة المتوسط، فوجئ العكاريون هذه المرة ببيع الأراضي غير الممسوحة أو ما يعرف بالمشاع.
ويمكن القول إن ظاهرة الاعتداء على الأملاك العامة ليست جديدة في عكار، حيث يلجأ العديد من المواطنين إلى تشييد منازل في الاملاك العامة والوقف التابع لدور العبادة في بعض الأحيان، ويعمدون لاحقاً إلى تسوية أوضاعهم لدى الدولة.
وإذا كان المواطنون يلجأون إلى هذا الخيار في ظل الحاجة، مستفيدين من عدم وجود أعمال تحديد وتحرير في عدد من القرى والبلدات، فإن ما يجري لجهة بيع المشاع لبعض المتنفذين بهدف الاستفادة المالية يشكل ظاهرة خطيرة تحدث على مرأى ومسمع القوى السياسية والإدارية والأمنية.
فماذا يجري في عكار؟ ومن يغطي المخالفات؟ وإلى من يتم بيع هذه الأراضي ولأي غاية؟ ومن يسوي أوضاع هذه الأراضي في الدوائر العقارية؟
يضع أهالي بلدات برقايل، جديدة القيطع، والقرقف ما يجري في بلداتهم من بيع للأملاك العامة والمشاع الخاص بنطاق بلداتهم برسم المسؤولين، وتحديداً وزارة الداخلية والبلديات كون بعض من يقوم بهذه الأعمال لديهم صفة رسمية، إضافة إلى وزارة المال المسؤولة عن الأملاك العامة.
ويتحدث مختار جديدة القيطع السابق عصام جابر عن «صفقات مشبوهة تتم في البلدة، حيث يلجأ أحد الأشخاص (م. ح.) إلى بيع بعض من مشاع البلدة لأشخاص من خارج البلدة باثمان زهيدة».
ويلفت إلى «أننا راجعنا رئيس البلدية تشرين حمود لوضعه بحقيقة ما يجري فقام بتوجيه شكوى إلى النيابة العامة الاستئنافية في الشمال، ولا ندري ماذا جرى بعد ذلك».
ويقول جابر إن «نحو 40 ألف متر تم بيعها بمبلغ ثمانية آلاف دولار في المنطقة المعروفة بضهور الحسين المشرفة على بلدة عيون السمك، وإن البائع يحاول بيع قطعة أرض أخرى.
يتابع: «لقد قمنا بإبلاغ القوى الامنية بما يجري، إلا انها لم تبادر إلى توقيف أحد بسبب ادعاء الشاري أمام القوى الامنية أنه يستثمر الأرض منذ اكثر من خمسين عاماً. وهذا أمر عار عن الصحة».
ويؤكد جابر «أننا بصدد اقامة دعوى رسمية لدى محافظ عكار عماد لبكي ووضعه بصورة ما يجري من اعتداء وبيع للمشاعات في البلدة، على أمل أن تقوم الجهات الامنية والقضائية بالتحرك السريع لوقف مهزلة بيع الأراضي».
وأكد المواطن محمد مصطفى «حصول عمليات بيع للمشاع العائدة لبلدتهم، لأشخاص من البلدات المجاورة، إضافة إلى بعض المغتربين في الدول العربية، الذين يحاولون استملاكها من خلال زرع النصوب والاشجار».
ويقول المواطن جميل طليس وهو صاحب أرض مجاورة للمشاع، إن «المدعو م.ح. اخبرنا انه ينوي بيع بعض المساحات من المشاع لكونها ليست املاكاً خاصة، وبعد فترة فوجئنا بأنه اقدم فعلاً على بيعها.
أضاف: «لقد قام البائع برفقة محام بتحديد الأرض للشاري الذي بدأ استغلالها من خلال غرس الاشجار وشق الطرق واقفال مدخلها بالسلاسل الحديدية، كما لو أنه يرثها منذ مئات السنين».
وطالب طليس «الدولة بالتحرك السريع لإعادة الأرض إلى سابق عهدها».