أبدى نائب في البرلمان اللبناني خشيته استمرار الضغوط الدولية على لبنان وإلغاء كل الخيارات أمامه باستثناء خيارين اثنين إما اعلان افلاسه وبالتالي سقوطه وإما القبول القسري بتوطين الفلسطينيين، وتوطين الفلسطنيين في لبنان هو الأمر المطلوب من لبنان لإنضاج صفقة القرن التي تصر عليها الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل وبعض الدول العربية الذاهبة إلى التطبيع العلني مع إسرائيل.
وصفقة القرن هي التسمية البديلة لمقولة مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي بدأ باغتيال الرئيس الحريري عام 2005 وخروج الجيش السوري من لبنان، لكن سرعان ما أدرك المخططون أن الإستثمار في دم الرئيس الحريري لم يحقق الأهداف المرجوة وفي طليعتها الإقتتال السني – الشيعي وإسقاط قدسية سلاح المقاومة عندها شنوا حرب تموز عام 2006 وحينها قال مسؤول إسرائيلي خرجنا لهذه الحرب لننفذ ما تبقى من بنود القرار 1559، ويتابع البرلماني اللبناني هذه الحرب التي قام بها العدو الصهيوني بغطاء أميركي كامل وتمويل عربي تجاوز عشرات المليارات.
هذه الحرب التي استخدم فيها العدو الإسرائيلي أقوى وأحدث أنواع الأسلحة استطاعت المقاومة هزيمته وإسقاط مشروعه ألا وهو تصفية المقاومة. بعد هذا الفشل ذهبوا إلى سوريا لتدميرها وإسقاطها لأنها الحلقة الرئيسية في سلسلة محور المقاومة الممتدد من طهران الى بيروت، حيث استقدموا مئات الآلاف من التكفيريين في العالم بتسهيلات دولية وتمويل بلغ وفق ما صرح به أحد المسؤولين الخليجيين أكثر من مئة مليار دولار، رغم ذلك استطاع محور المقاومة هزيمة هذا المشروع الا أن هزيمته لم تنه الحرب التي تحولت إلى حرب سياسية واقتصادية وتعطيل الحل السياسي بانتظار ما ستؤول اليه صفقة القرن.
وأشار النائب اللبناني أن الدين العام في لبنان تجاوز ال مئة مليار دولار وما زال المجتمع الدولي يسهل استدانة لبنان مبالغ أخرى من خلال المؤتمرات الدولية التي يخصصها لذلك ، علماً أن المجتمع الدولي يدرك تماماً عدم قدرة لبنان على إيفاء هذه الديون في ظل طبقة سياسية فاسدة وعمليات النهب والسرقة الجارية وعلى عين المجتمع الدولي، لكن هذا الأخير وبالتوقيت الذي يراه مؤاتياً سيضع لبنان أمام خيارين، إما إعلان الإفلاس والسقوط والارتدادات الأمنية لهذا السقوط، وإما الإذعان لرغبة المجتمع الدولي بتوطين الفلسطينيين.
وكرر النائب اللبناني خشيته من ان ينطبق نموذج توطين الفلسطينيين في لبنان على النازحين السوريين فيه. واعتبر النائب اللبناني أن التقاسم الموجود على مستوى الدولة ومؤسساتها الذي تتنافس عليه الطوائف الكبرى بضباطها وقضاتها وسفرائها وإعلامها يساهم بشكلٍ أو بآخر للوصول إلى قبول لبنان بتوطين الفلسطينيين.
وختم المصدر بقوله «بالرغم من الواقع العربي المنحدر يبقى الرهان على الشعب الفلسطيني داخل فلسطين والمقاومات المحيطة بفلسطين لإسقاط صفقة القرن ومشروع الشرق الأوسط الجديد وليس كل ما يقرره أو يكتبه الأميركيون أو الصهاينة يصبح قضاء وقدراً». ونصح الطبقة السياسية في لبنان التي لا يتجاوز عددها أصابع اليدين أن تتوقف عن نهب المال العام ووقف الهدر لأن كلفة الإصلاح من فوق إلى تحت أقل بكثير من تحت الى فوق، كما أبدى خشيته من الوصول إلى مرحلة اليأس لأنه ساعتئذ سنطلب نحن بعض النواب من الشعب الخروج إلى الساحات ليحصل حقوقه بيديه، وبذلك تصبح كلفة الإصلاح عالية.