لا أحد يجهل، ان العالم كبير، لكنه يتغيّر.
ولا أحد يجهل ان التغيير صعب، لكنه جاثم على الرؤوس.
ولا أحد ينكر، ان المحظور، عند فريق، مرغوب به عند الآخر.
وهذا، ما يسبّب الجمود خصوصاً في معركة رئاسة الجمهورية.
ومن أجل ذلك، ذهب الرئيس سعد الحريري الى موسكو، وطلب من الرئيس بوتين ووزير خارجيته لافروف، جهوداً، لاقناع الحلفاء في دمشق وطهران وبيروت، بالنزول الى البرلمان اللبناني، وانتخاب من يريدون رئيساً للجمهورية.
يعرف الرئيس الحريري، ان لعبة تعيين الجلسات النيابية، لن توصل شخصاً واحداً، الى رئاسة الجمهورية، ولو كان الرئيس العماد ميشال عون أو النائب سليمان فرنجيه.
لماذا؟
لأن المطلوب توافق.
والاتفاق على شخص الرئيس مشكلة صعبة، وعقبة أمامها ملايين العقبات.
لا يحلّها النزول الى الشارع.
ولا التهديد… والتهديد المضاد.
طبعاً، من دون أن ينسى أحد، الخلاف على التوطين.
ولا على تمويل مقتضيات اللجوء الفلسطيني الى لبنان.
ولا ما اذا كان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد صرّح به، أو أوحى به لماماً، أو استعان برئيس البنك الدولي، أو رئيس البنك الاسلامي.
***
قبل خمسين عاما وأكثر، اختلف اللبنانيون على موضوع التوطين الفلسطيني.
وبعد ذلك جاء بان كي مون، ووجدهم مختلفين على التوطين السوري أيضاً.
لا حاجة الى التصريح، ولا الى التوضيح.
والذي في القلوب، لا ضرورة لظهوره على الألسنة.
النيّات مُضْمرة… وموجودة.
والأمر موجود في فرنسا.
وظهر في أوروبا.
وهو الآن ظاهر في ألمانيا.
والست ميركل تكاد تخسر مستشاريتها.
والحزب الديمقراطي المسيحي يكاد يخسر أكثريته البرلمانية.
وكذلك الحزب الاشتراكي الديمقراطي، وقد يعودان الى المشاركة معاً في الحكم، كما كان الأمر قبل سقوط جدار برلين، وتوحيدد شطري ألمانيا.
يومئذٍ قفز حزب الخضر والآن يقارعهما الحجة حزب ثالث جديد.
***
العالم كله يتمزق.
سابقاً دار الصراع بين الاتحاد السوفياتي السابق، وبين الأحزاب الديمقراطية.
اليوم هولاند في بيروت، والوزير البريطاني غادر الى بلاده.
والعالم يعيش في عالم يتغير ويتبدل.
كيف سترسو الأمور، لأن داعش والنصرة والقاعدة ثلاثي التغيير الجديد، في صراع جديد. ووحده لبنان لا يعرف حتى الآن مكانه على الخريطة!!