Site icon IMLebanon

أيلول شهر الاستحقاقات والتوجّسات فهل يكون طرفه مبلولا بالرئاسة؟

باسيل مرتاح لإستقامة العلاقة بين عين التينة والرابية ويستعين بالكتمان في الشأن الرئاسي

أيلول شهر الاستحقاقات والتوجّسات فهل يكون طرفه مبلولا بالرئاسة؟

مسألة إقدام وزير الدفاع على تأجيل ثالث لتسريح العماد قهوجي سينظر فيها باسيل وفي انعكاساتها في الوقت المناسب

لا ريب أن كثيرا من الماء سُكب، في الآونة الأخيرة، في نبيذ العلاقة بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس تكتل الاصلاح والتغيير العماد ميشال عون، وإستطرادا رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل. إستقامت العلاقة بين عين التينة والرابية في أسابيع قليلة، وكان مدخلها ملف النفط الذي جرى التوافق عليه بين بري وباسيل، إثر مشاورات بين وزير الخارجية وزير المال علي حسن خليل الذي سبق أن زار موسكو قبل قليل من الاتفاق النفطي. وسبق ان قيل أن روسيا هي أحد عرابي المخرج النفطي الذي من شأنه فك عقدة الاشتباك الحدودي البحري مع اسرائيل وقبرص.

إذن، إستقامت العلاقة نسبياً، وربما إصطفت، وهو ما بيّنه الكلام الاخير المنقول عن رئيس المجلس (كرره في مناسبتين) وفيه إمتداح لا لبس فيه (وربما غير مسبوق) لوزير الخارجية الذي سبق أن خاطب بري في إحدى جلسات الحوار، مشيرا الى انه يرى فيه الامام موسى الصدر. رد بري بأن مواقف باسيل في الحوار «كانت متوازنة وواقعية جدا»، وعاد ليكرر الكلام عينه أمام نواب لقاء الأربعاء.

يلمس زائر باسيل في مكتبه في وزارة الخارجية إرتياحه لمسار تطور العلاقة بين عين التينة والرابية، من دون أن يغوص طويلا في التفاصيل أو يتحدث عن الظروف التي مهّدت وواكبت هذا التطور.

بالتوازي، ينهمك باسيل في تحضير ورش عمل تنظيمية -إدارية للتيار الوطني الحر، ويمنح وقتا يسيرا لمقاربة الشأن الإعلامي، مع تبلور إستراتيجية إعلامية جديدة على مستوى الحزب ورئيسه، يجري العمل على إنجازها قريبا، من شأنها أن تضفي دينامية على العلاقة مع الإعلام كانت شبه غائبة الى حين. هو لا يخفي تململه من هذا الواقع، مع حرصه على أن يشكل فريق عمل يواكب، في آن، وضع الاستراتيجية الجديدة وتنفيذها.

يلمس الزائر أن وزير الخارجية تأثر عاطفيا بحركة الإعتراض الذي حصلت أخيرا، نظرا الى أن من إعترض هم في النهاية رفاق النضال زمن الوصاية. وهو إن كان على ثقة ان هذا الإعتراض محدود نظرا الى جملة عوامل، يفضَل عدم الخوض تفصيلا في هذا الشأن، إنطلاقا من أنه أمر داخلي يخصّ التيار ولا يجوز تناوله علنا أو في الإعلام. ويشير الى أنه تحدث مرة واحدة في هذا الشأن في مقابلة تلفزيونية، ويكتفي حتى الآن بذلك، مع تشديده على ان الانضباط هو السمة الرئيسة في أي عمل حزبي.

ورغم مرور آب، الموعد الذي سبق أن ضُرب لإنجاز الإستحقاق الرئاسي، يلمس الزائر- السائل إطمئناناً مقتضبا الى شهر أيلول الذي يطلّ بعد أسبوعين.

لكن هل يكون «طرفو بالرئاسة مبلول»، مع كل التطورات المحيطة والإنعطافة التركية المتوقعة والمرتقبة في سوريا؟

يبتسم باسيل، وينحو بالحديث نحو شأن آخر.

من الواضح أن وزير الخارجية يلتزم راهنا الحديث النبوي «واستعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود»، وهو أمر يلمسه المقربون منه.

لكن هذا الكتمان لا يحجب بعض ما يقال في الاوساط القيادية، عن أكثر من استحقاق مفصلي ينطوي عليه شهر أيلول: من رئاسة الجمهورية رأس أولويات التيار والتي لن تكون بلا الرئيس الميثاقي صاحب التمثيل الأوسع، ومن ثمّ قانون انتخاب رفضاً في آن واحد لتمديد جديد للولاية النيابية ولقانون الستين، فالدورة التشريعية العادية التي هي أمر يُبحث في ضوء الأولويات المشتركة التي سبق أن وضعه، بالتكافل والتضامن، التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية. أما إمكان إقدام وزير الدفاع سمير مقبل على تأجيل ثالث للتسريح العماد جان قهوجي فمسألة سيُنظر فيها حتما وفي إنعكاساتها، في الوقت المناسب.

لكن ماذا لو مرّ أيلول من غير أن يحمل البشائر المنتظرة؟

تجيب الأوساط القيادية: حتماً، سيكون طرفه مبلولا سياسياً، إما بالرئاسة وإما بالشتي!