يجتاز لبنان مرحلة مختلفة كلياً عما سبق ومرّ به حتى في أحلك الظروف السياسية والأمنية وابان الحروب الأهلية والفلسطينية والأزقة وعلى كافة اشكالها، بحيث كل الاحتمالات تبقى مفتوحة على مدار الساعة في حين ان القلق والهواجس هما سمة المواطنين في هذا الايام ربطاً بالاجواء والمعلومات المتتالية التي يفضي بها المسؤولون في مجالسهم، ناهيك الى ما في حوزة الأجهزة الأمنية من معلومات جد خطيرة حول خلايا نائمة و«واعية».
وهنا، تلفت اوساط في «تيار المستقبل» الى ان المخاوف التي سادت في بعض المراحل في السنوات الماضية، وتحديداً حول الاغتيالات السياسية والتفجيرات، عادت لتفرض نفسها بقوة على الساحة الداخلية، ولا سيما ما يرتبط بمسلسل الاغتيالات الذي يبدو انه لم ينته والمرحلة الحالية هي الأكثر قلقاً في هذا الاطار بداية على خلفية الاحداث السورية وحيث «الملق فلتان» والاغتيال في هذه الظروف مثله مثل «شربة المي»، كذلك ما يتعلق بالمنحى السياسي وانتخابات رئاسة الجمهورية، بمعنى أن من حاول انقاص او تقليص الاكثرية في مراحل معينة عبر الاغتيالات التي طاولت نواباً من قوى الرابع عشر من آذار ربما يعود مسلسل الاغتيالات ليأتي رئيس للجمهورية من فريق معين ولون سياسي معروف ويتبع لاحد المحاور الممانعة، ولهذه الغاية ابلغ النواب بضرورة اخذ الحيطة والحذر ولا سيما اولئك المعروفون بمواقفهم السياسية ولا يتراجعون عن الادلاء بمواقف سياسية لا تعجب البعض.
وفي غضون ذلك، تضيف الاوساط ان الهواجس تتعاظم والاجواء الحالية تنبىء بحصول تطورات وأحداث قد تضج بها الساحة اللبنانية على خلفية ما جرى مؤخراً في رأس بعلبك من استشهاد العسكريين الى ما يحصل في عرسال من معارك شبه يومية وقابلة للانفجار في اي توقيت، الى البيانات التي تصدر عن الارهابيين على مدار اليوم، وصولا الى ملف العسكريين المخطوفين والذي بات ملفاً متفجراً وقابلاً للاشتعال في اية لحظة وسط الانقسامات السياسية والوزارية حول مبدأ المقايضة، وبالتالي يمكن القول ان الامور لا زالت في المربع الاول حيال عدم التوافق وخصوصاً داخل الحكومة حيث الانقسام بين مكوناتها حدّث ولا حرج نما سقوطها ممنوع لجملة معطيات وظروف تبقيها حية ترزق.
وتخلص الأوساط مشيرة الى انه وحيال هذه الاوضاع الضبابية والمخيفة في آن، فالموضوعية تقتضي ان يقال ان لبنان يرقص على حافة الهاوية امام الرياح الاقليمية العاتية والانقسامات العامودية بين المكونات السياسية اللبنانية، وصولاً الى الفراغ الرئاسي وحيث لا زال هذا الاستحقاق في مهب الريح وانتخاب الرئيس يبدو انه ما زال على الرف وليس على نار هادئة او حامية او ثمة ما يفضي الى توافق داخلي وكذلك اقليمي لانتاج تسوية، وبالتالي انتخاب رئىس للجمهورية، انما يمكن القول هنالك اجماع واتصالات على اعلى المستويات من عواصم دولية واقليمية مؤداها السعي لتحييد لبنان وعدم امتداد النار السورية الى داخله والمساهمة والمساعدة في دعم الجيش اللبناني لمواجهة الارهاب، وهذا ما برز عبر الهبتين السعوديتين، الى اقدام واشنطن وباريس على دعم وتسليح الجيش اللبناني، ولكن الأوضاع على الأرض، الى ملف النازحين والأحداث من عرسال الى رأس بعلبك والخوف الذي يعتري بعض المخيمات الفلسطينية فكل هذه العناوين لا تبعث على التفاؤل، مع التأكيد على ان المساعي الدولية لتحييذ لبنان عن عواصف المنطقة ولا سيما حرب سوريا انما هي واقعية وصحية، وهذاما يشير اليه أكثر من زعيم ومرجع سياسي في مجالسه.