IMLebanon

لبنان بين الحوار الجدّي وحوار الطرشان

 

من حق كل لبناني حر مستقل غير متحزّب تحزّبا أعمى ومن غير الذين يصادقون على أعمال أحزابهم كيفما كانت خاصة عندما تكون على الوطن وضد الوطن وتكون حصيلة أعمالهم كما هو قائم حاليا ومنذ ربع قرن من هذا الزمن زمن هذه الطبقة الحاكمة والمتحكمة بالبلاد والعباد وكأنهما كرة يتقاذفونها بأرجلهم وبات خطرها يفوق مخاطر الانتدابات والاحتلالات التي عرفها لبنان ولم يشهد مثلها حتى في أقسى أيام الحرب الأهلية اللبنانية التي اندلعت العام 1975وكادت تتكرر بشاحنة الكحالة وأمثالها من حوادث أمنية لا مبرر لها سوى الفتنة والتقاتل والاقتتال بين اللبنانيين ولا قبول للعيش الواحد إلّا بالتناحر والتقاتل بين أبناء الوطن الواحد، وما جرى سابقا ويجري حول انتخابات رئاسة الجمهورية حاليا سوى الدليل القاطع على عقم هذه السياسات ومخاطر اللعب الذي مارسته وتمارسه هذه الطبقة السياسة التي أخذت البلاد الى أخطر حالات الفشل ووضعت البلاد بكل مقومات وجودها واستمرارها على حافة الانهيار والانحلال ورغم كل هذه المخاطر، فهذه الزمر الممسكة بزمام الأمور أخذت البلاد الى جهنم وبئس المصير ولم تقدّم أي حلول لمشاكله ومعاناته، وآخر تقليعة لهذه الطبقة إلهاء البلاد بين انتخاب رئيس وبين شعار الحوار وكل من المتخاصمين لهما اتباع من الإعلاميين والمحللين السياسيين الذين ملّتهم الناس ولم تعد في غالبيتها تسمع أخبارهم لأنهم صوت أسيادهم لا يستطيعون أن يشيروا لأسيادهم المموّلين لهم بالمال وبالنفوذ عن خطأ واحد ارتكبوه بحق هذا الوطن المعذّب بأقسى العذابات، بل ألسنتهم، لا تتلفظ إلّا بالثناء عليهم وكأنهم من جنس الملائكة. يبدو أن معظم هذه الطبقة بل الزمرة المتحكمة اعتادت على تعطيل الدولة وإعدام حياة الناس ونهب الأموال بالاتفاق مع أصحاب المصارف ومنع الدواء وصناعته بالتزوير وبتجارة المخدرات ودسّ السم بمأكل الناس وبالماء والبحار والأنهار وقطع الكهرباء ونشر الاحتكار والغلاء… ذكاؤكم الخبيث والمتوحش والمستقوي على عباد الله ما ترك شيئا إلّا وأفسده وأصبحتم ملوك الفساد والافساد.. كما نتمنى ولأول مرة أن يكون للبنان جيش تمكّنه ظروف جديدة من أحداث انقلاب عسكري ضد هؤلاء الطغاة يطيح بهم ويعلق المشانق للمتآمرين على البلاد والعباد مثلما حصل بالثورة الفرنسية وثورة عبد الناصر البيضاء الذي أقصى الفاسدين، وتفجير المرفأ واغتيال الناس بسواد الليل ووضح النهار ولا حسيب ولا رقيب وتطوى ملفات هؤلاء ومرتكبي الجرائم وسجونهم للأوادم المستقلين عن مشاركتهم باحزابهم وتجمعاتهم الطائفية والمليشيوية، يعملون لربط الوطن الذي أراده الله أن يكون وطن الرسالة ووطن التآخي مع الهاربين من أوطانهم بسبب الظلم والجور اللاحق بهم، وطن النجوم والعلم والثقافة والتعايش الديني السمح بين مواطنيه، ويعملون ليكون وطن العنصريات الطائفية والمذهبيات والتطرف القبيح تحت شعارات الأديان التي هي بريئة منهم ومن مزاعمهم وادّعاءاتهم وهنا نسأل انتخاب رئيس جمهورية هو استحقاق دستوري أم هو استحقاق مليشيوي؟ هل هو حق للدولة وللشعب أم هو لهذا الحزب أو ذاك لهذه الشخصية الوطنية الصادقة أمثال رؤساء جمهورية كُثر سابقون ساهموا في بناء وطن ونهوض شعب وتقوية دولة بمؤسساتها الأمنية، جيشا وقوى أمنية والفرقة 16 التي فرضت الأمن والأمان بعد ثورة 1958 وبعدل بين جميع المواطنين وليس كما هو جارٍ في أواخر هذا الزمان محسوبيات وفئويات وجعل المجرم بريئا والبريء مُدان ويمضي سنوات في السجن دون محاكمة بقرار من هذا التجمع المستقوي بالباطل وتسييس القضاء وتبعيته للقوى النافذة والطوائفية والمذهبية، واحراق أي وجود للعدالة، نقول ونسأل الكثيرين من هؤلاء المتحكمين لقد صنعتم الكوارث والفواجع والنكبات لهذا الوطن المعذب بكم ومنكم ولم تحرككم مجاعة شعب بأكمله وسرقة ونهب أموال المودعين بمصارفكم وبنوككم والبنك المركزي.

وبعد كل هذه النكبات إلى أي مصير تأخذون البلاد ألم تتعلموا من اختياراتكم بانتخاب الرئيس السابق وتجميد البلاد سنتان ونصف السنة لجلب رئيس وصلت البلاد بعهده إلى الحال القائمة وهي وطن على حافة الزوال وهل نضحّي بالوطن والمواطنين كرمال هذا المرشح وفريقه أو من الفريق الآخر وفريقه ونقدّم الوطن والمواطنين على طبق المذلة والإذلال والخنوع لقوى الخارج والعودة بالبلاد إلى التبعية والانتدابات والاحتلالات باختيارهم رئيسا للبلاد مركوب لا راكبا، حقا اللي استحوا ماتوا… ارفعوا أيديكم عن البلاد والعباد واتركوه لمن يستطع حمايته بشجاعة الموقف وحرية القرار، ألاعيبكم، تجاذباتكم، إنهاء وطن لا نهوضه والرئيس لم ولن يفرض من جهة أو فريق أو تجمعا أو طائفة أو حزبا ولا بالحوار لانه ليس صفقة ولا بالتوافق الذي هو محاصصة واقتسام غنائم.

الرئيس يأتي به الدستور فقط ولا شيء سواه وليس لأحد أن يكون أكبر من الوطن وأعلى من الدولة ودستورها وقوانينها ومؤسساتها وأكبر من ثوابتها بوحدة الوطن والشعب وسيادة الدولة، وأي لعب بهذه الثوابت نظل في هذه الفوضى الهدّامة التي بشّرتنا بها وزيرة خارجية أميركا سيئة الذكر. كان رئيس جمهورية لبنان المعظّم وهذا ما كان يوصف به ومعه رئيس حكومة وطني بامتياز وشجاع الرئيس الذي جمع عن حق معظم مواصفات القيادة باني الوطن لا مدمره، باني المؤسسات لا تفريغها وتطييفها، احترام الدستور والقوانين وسيادتها والاحتكام إليها وهي مرجعية الدولة. مصدر السلطة الواحدة الموحدة ولا سلطات لأحد غيرها. من حقنا أن نسأل أليس في البلاد فؤاد شهاب طيب الذكر ورشيد كرامي وصبري حمادة، هؤلاء رجالات حكم وحكومات ويفتقد لبنان أمثالهم والله الحامي من الورثة الحاليين أو القادمين بالوراثة وبالقرابة وجعلوهم نوابا ووزراء دمّرت بهم البلد والقادم إذا ظل الحال على هذا المنوال الندامة يا لبنان لقد نحروك، ويحاولون الآن دفنك فتقاومهم وأنت حيّ بإرادة شعبك وهم أموات وان كانوا أحياء، لبنان الوطن سوف يقوم من جديد من تحت الأنقاض والانهيارات ومعه رجالات وطن أقوياء حقا.