ترتدي هذه المرحلة اهمية خاصة على اعتبار انها تحدد مسار الاوضاع برمتها ومستقبل البلد على ضوء ما ستؤول اليه التسوية التي تنقلت بين باريس والرياض وبيروت وتحط رحالها في المقار السياسية من بيت الوسط الى كليمنصو صعودا الى الرابية ومعراب وهنا يقول سياسي بارز امام حلقة ضيقة من الاصدقاء بأن التسوية حتى الساعة لا زالت حية ترزق لانها محصنة اقليميا ودوليا وما يقال انها انتهت وولت فذلك غير صحيح وكلام يصب في خانة المعنويات لدى بعض المعترضين الذين يتفننون ويتقنون اضاعة الفرص فلا يريدون الا رئىسا قويا واخترنا لهم واحدا من الاقوياء وماروني حتى العظم ومن الاربعة الذين اتفقوا فيما بينهم فرفضوا ذلك والبعض لا يريد الاشتراك في الحكومة والاخر مشارك بأكثر من وزير ويقاطع اجتماعاتها لذا «احترنا يا قرعة من وين بدنا نبوسك».
واشار السياسي الى ان التعطيل هواية هؤلاء ولكن بعكس ما قال الوزير السابق سليم جريصاتي الثلاثاء المنصرم بما معناه البعض يهول علينا بحال البلد واوضاعها المالية والاقتصادية ما يترك تساؤلات واسى لهذا الكلام فكأن الوزير جريصاتي لا يدرك مدى خطورة الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية وكيف المؤسسات تصرف موظفيها وهجرة الشباب على قدم وساق واضاعة الفرص من الدول المانحة بسبب التعطيل وعدم وجود رئيس جمهورية و يستطرد هذا المرجع ويقول مهما كان الرئيس يبقى ضمانة لمستقبل المسيحيين واللبنانيين «فرجل فحمي في البيت رحمي» تاليا يتابع سمعنا من اكثر من سفير في الايام الماضية ان تكريس الفراغ الرئاسي سيقلب مع الوقت النظام رأسا على عقب ربطا بأحداث المنطقة والحرب السورية ناهيك الى الانقسامات الداخلية والمتغيرات الجيوسياسية فكيف الحال اذا دعا البعض الى الغاء الطائفية السياسية وسوى ذلك من الاقتراحات ما يعني ان الحفاظ على موقع الرئاسة ليس من باب التهويل والتخويف بل ثمة وقائع ملموسة لا يمكن تغاضيها بينما المعطلون يفعلون ذلك لدواع شخصية ومصلحية فإذا كان البعض يتسلح بالقرار الماروني والمسيحي فإن المطروح للرئاسة هو من صميم الموارنة ومسيحي له شروشه الضاربة في الارض.
وعلى خط مواز تشير المعلومات نقلا عن مصادر سياسية مطلعة عن مفاجآت من العيار الثقيل على مستوى المواقف السياسية خلال الايام القليلة المقبلة وعلى ضوئها سيحصل فرز في البلد يقلب الامور رأسا على عقب ان على مستوى قوى الرابع عشر او الثامن من آذار فهذه الانقاسامات الحادة بينهما لا تنفع معها عمليات التجميل والمكياج «والبودرة» والانشائىات والغزل وسوى ذلك من عبارات ومواقف وتصاريح هي بالمحصلة هروب للامام لأن المسألة اكبر من ذلك بكثير فالتسوية تنقذ الجميع وليس فريقا سياسيا معينا ولكن تبين ان لكل حساباته ومصالحه وهذا ما دفع بالقائم بالاعمال الاميركي ريتشارد جونز الى زيارة بكركي اذ هناك معلومات بالغة الدقة تؤكد بأن جونز وضع البطريرك في صورة خطورة تعنت البعض ورفضهم للتسوية وحذره من مغبة ذلك داعيا اياه الى جمع القيادات المارونية ووضع الامور في نصابها وان كان ذلك خارج عن ارادته اذ قال المسؤول الاميركي ان هذه المرحلة اخطر بكثير من حقبة اواخير الثمانينات على المسيحيين يوم رفضوا الطائف ودخلوا في حروب التحرير والإلغاء فكانوا الخاسرين عسكريا وسياسيا والآن ثمة حروب تأكل الاخضر واليابس والاقليات هي اكثر المستهدفين، لذا يجب القيام بخطوات سريعة قبل فوات الاوان.