IMLebanon

اختبار الجدية

المواقف التي أطلقها أمين عام حزب الله السيّد حسن نصر الله في طلته التلفزيونية  أول من أمس والمتعلقة بالشأن الداخلي ولا سيما الاستحقاق الرئاسي لم  تترك مجالاً للشك بأنه لا يزال ماضياً في تعطيل الانتخابات الرئاسية إلى ما بعد أن تتوضح معالم ما يرسم للمنطقة الذي أصبح حزبه شريكاً أساسياً فيها.

لكن، كلام السيّد عن الاستحقاق وعدم استعداده لممارسة أي ضغط على حليفه الرئيس نبيه برّي للتصويت لمرشحه العماد ميشال عون، عزّز صحة اتهام البعض بأن ترشيحه لرئيس تكتل الإصلاح والتغيير ليس جدياً ولا يتعدى إطار المناورة السياسية، وارباك الساحة الداخلية، ليبقى مركز الرئاسة الأولى في الدولة شاغراً ووسيلة استثمار سياسي داخلي واقليمي ريثما تتضح معالم التحولات التي يشهدها الإقليم على وقع التطورات التي تشهدها الأزمة السورية في ظل المفاوضات الجارية في جنيف بين النظام والمعارضة بناء على تفاهم الدولتين العظميين الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الروسي من أجل الوصول إلى تسوية سياسية تنهي الحرب الدائرة بين الطرفين وتعيد تشكيل الدولة السورية وفق معادلات جديدة.

فلو كان السيّد جاداً في دعم العماد عون وإيصاله إلى رئاسة الجمهورية عبر انتخابات نيابية لما كان تردّد في الطلب إلى حليفه الأساسي الرئيس برّي وإلى حلفائه الآخرين في قوى 8 آذار بالنزول إلى مجلس النواب وإكمال النصاب الذي يؤمن في حال اكتماله فوز العماد عون في الدورة الثانية، كما ينص على ذلك الدستور، ولا يشكن أحد في أن الرئيس برّي سيجاريه في طلبه ولن يتردد في انتخاب حليفهما للرئاسة الأولى، ولا يستطيع السيّد أن يقنع أحداً بأن رئيس حركة أمل يمكن في هذه الحالة أن يفتح مشكلة مع  حليفه وشريكه السياسي في السراء والضراء، حتى ولو كان ميالاً إلى النائب سليمان فرنجية المدعوم من رئيس تيّار المستقبل وشريحة واسعة من قوى الرابع عشر من آذار باستثناء رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع الذي تبنى ترشيح العماد عون ودعا حزب الله إلى أن يترجم ترشيحه لعون إذا كان جاداً في هذا الترشيح، بالنزول إلى مجلس النواب وممارسة الضغط على حلفائه للمشاركة في والتصويت لرئيس تكتل الإصلاح والتغيير بدلاً من الاستمرار في عدم النزول إلى مجلس النواب والتسبب في تعطيل الانتخابات الرئاسية وإبقاء هذا الموقع الأول في الدولة شاغراً ومعه يبقى  الوضع الداخلي برمته مشلولاً ومعرضاً لكل الاحتمالات بما فيها تداعيات ما يحصل في الإقليم بدءاً من سوريا، وفق ما عبر عنه الرئيس برّي نفسه في كلمته خلال رعايته حفل إدارة التبغ والتنباك، مشروع التنمية المستدامة للعام 2016 تحت عنوان رؤية تنموية لغد أفضل، والذي كان مناسباً أيضاً لرد التحية لحليفه السيّد حسن نصر الله من خلال تجديد اشادته بالمقاومة ودورها وعدم التنازل عنها وعن سلاحها.

فإذا كان السيّد جاداً في ترشيح العماد عون فما عليه سوى النزول إلى مجلس النواب لإكمال النصاب والشروع في انتخابه رئيساً للجمهورية، فهل يفعل.